” محمّد بين أنصاره ”
و من قمم الشواهق أطلقت الألعاب النارية احتفاء و تعبيرا عن الفرحة بمولد خير من وطئ الثرى رسول اللّه محمّد ( صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ) ،
و من السهول أطلقت ، و من الوديان و على شواطئ البحر السعيد ،
و ما هذه الحزمة من الأشواق التي يعبر بها هذا الشعب عن فرحته بذكرى مولد نبي اللّه إلّا مؤكدا أن الله و رسوله و آله و قد توسّموا في إيمان و حكمة و قوة و بأس و لين فؤاد و رقة قلب هذا الشعب إنما هي حقيقة هؤلاء الذين أسماهم رسول اللّه ذاته ( صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ) الأنصار ،
نعم : قد تخرج بقية الشعوب لهذا الفرح و لكن شغف قلوب اليمنيين الذين استقبلوا رسول اللّه في ساعة العسرة أصبح أيقونة لهذا الشّعب العاشق لرسول اللّه منذ لحظات فجر الإسلام الأولى ،،
نعم هؤلاء هم الأنصار يوم كانوا فسحة أمله بعد خيبته بين قبيلته ، يوم كان نبضة قلوبهم و خفقة دفوفهم و ماء عينيهم الغالية الدافقة انسيابا بفرحة قدومه إليهم ،
سيّدي يا رسول اللّه :
و في كلّ عام لك هذه الأرواح فــ : طِرْ بها و إليها شوقا و عشقا و نشوة بذكرى مولدك لكأنك ولدت اليوم و نشأت اليوم و أديت رسالتك اليوم ، و كأنك لم تغب و لم تترك و لم تغادر هذا الكون الذي احتفت بك فيه السبع السماوات و الأراضون و من فيها ،
سيّدي يا رسول اللّه : لئن غاب قلبي المشبع بعشقك في حروف ألهتها ظروف الحياة و لكنه كمن تراكم فامتلأ فطفح بعشقك ففاض كأسه اليوم فهجر كل الظروف و المشاغل و عاد يعزفك أسمى آية إلهية ، و أجلّ نعمة سماوية ،
حبيبي : أيّ جمال تزيّن به أرواحنا ، و أي طمأنينة ترسم بها ملامحنا المتعبة من فوضى البعد ، و أي زينة تتراقص مع نسيم أرواحنا و تداعب خيالاتنا بأوصافك يا كامل الأوصاف يا بدر السّماء و ربيع الأرض ،
أي شغف تلوذ به هذه الأرواح المحتفلة بذكرى مولدك الشريف ، أي عنفوان يضجّ فيخترق صمت العالم الذي أفتى بتبديع الاحتفال بذكرى مولدك الأغر ؟
حبيبي يا رسول اللّه : حييييييييا بك و مليون حيييييا بلهجة أنصارك ، حيييييا بك يا قدوتنا و أسوتنا و معلمنا و معلمنا و علمنا و هادينا و نبراسنا و منارتنا و مدرستنا و معهدنا و جامعتنا التي حاول الأعراب و كفّارهم و يهودهم و صهاينتهم طمس معالمها حتّى لا يتخرّج منها جيل و أمة محمّد التي أوصاها الرسول الأعظم بأن تكون امتدادا له بتذكير و تعليم العالمين القرآن الذي به الحق و العدل و السّلام ،
فحييييياك يارسول اللّه و قد ازدانت قلوبنا قبل شوارعنا و مدننا و جبالنا و حياتنا بالأخضر الذي استفزّ الغافلين الحمقى من بدت البغضاء من أفواههم، و استفزهم هذا اللون ليقحموا و يلصقوا بك الفقر و الجوع و كأن ازديان العالم بالأخضر الرامز لك كأنه سبب فقرهم و جوعهم ، و كأن هناك عداء مبطن لشخصك العظيم يا حبيب الرحمن فإن لم يكن عداء فهو حمق ؛ و لهذا فإننا هنا نقول لهم و من تشابهت قلوبهم بهم من أعدائك يا رسول اللّه :
محمّد حاضر موجود بيننا .. محمّد هنا في اليمن ، و سينير هذا الكون عدلا و حقا و من اليمن سيلاحق فلول المستكبرين المعتدين على بلاد أنصاره ، و سيبصق بوجه مرتزقة هذا العدوان الذي اعتدى على وطن أنصاره ،
أيها النّكدون .. أيها المرتزقة و أربابهم المعتدون : قفوا ذلّة و هزيمة فمحمّد يقاتلكم في جبهات البطولة فكلّ فرد من رجال اللّه هو يحمل روح محمّد فلن تسطيعوا محو ذكراه و تعاليمه و حياته ،
محمد يقارعكم في كلّ جبهات البطولة ، و محمّد من حرّر بقاع اليمن و سيحرر بقيتها ، محمّد من سيقتلع المرتدين على رسالته و سيطاردهم حتى يخرجهم من مكة و من بيت المقدس ،
محمّد هنا في اليمن سيحرر العالم من الظلم و الجبروت .. محمّد حيّ لم يمت و هاهم أحبابه يحيون ذكرى مقدمه لهذه الحياة منشدين :
طلع البدر علينا
من ثنيات الوداع
وجب الشكر علينا
مادعا لله داع
أيها المبعوث فينا
جئت بالأمر المطاع
جئت شرفت المدينة
مرحبا يا خبر داع
أشواق مهدي دومان
Discussion about this post