*لتعارفوا…*
➖➖➖➖➖
*✍ عبدالرحمن الحوثي*
*كاتب ومحلل سياسي_
*11ربيع الاول 1443ه*
*17/10/2021*
➖➖➖➖➖
*قال تعالى :”يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ*”*
*بقدرته سبحانه وتعالى يمكنه ان يخلقنا شعبآ واحدآ , قبيلة واحدة , ولكن مشيئته سبحانه جعل من الإنسان شعوبآ متعددة وقبائل متعددة متوزعه في أنحاء الأرض , كل شعب وكل قبيلة وكل إنسان له مهمته الحياتية التي يتقنها ليقيم هذه الحياة خدمةً للمهمة الكبرى وهي الإستخلاف في الأرض في إطار توحيد وعبادة الله وحده.*
*ولكن لماذا نتعارف !! هل نتعارف لنجتمع في المناسبات ! ام يتعارف افراد هذه الشعب بافراد الشعب الآخر ! لا يمكن ذلك…*
*إذآ .. الشاهد في هذا التعارف هو التكامل , هو التعاون وهو التعاضد بين الشعوب الذي يمكنها من تحقيق المرتبة الراقية التي أرادها الخالق سبحانه وتعالى لبني آدم بين سائر المخلوقات , ليكون هو الخليفة الصالح , العابد , والطائع لخالقه الذي استخلفه حتى يحصل في نهاية المطاف على مكافأته المجزية بعودته للعيش في جنة النعيم.*
*نعم..لتعارفوا فيما بينكم لتتكاملوا وتتعاونوا , وهي نفسها ( لتعارفوا ) أي ليسدي كلٌ منكم معروفآ في الآخر , لينفع بعضكم بعضآ دون تمايز او تكبر أو إستعلاء أو تسلط فيما بينكم لأن ( أكرمكم عند الله أتقاكم ) هو المقياس الحقيقي للتمييز وليس غيره من المقاييس البشرية , هو المعيار الذي يشكل دافعآ لأداء مهماتنا التي أمرنا بها الخالق سبحانه , وليس كبقية المعايير البشرية التي هي في معظمها مثبطةً , مسببةً للنزاعات والخراب.*
*لذلك : أنت أسدي لي معروفآ , وانا سأسدي لك معروفآ , أولئك سيقدمون معروفآ لهذه المجموعة من البشر بما لديهم من زراعة , وبالمقابل هذه المجموعة سيقدمون معروفآ لأولئك بما لديهم من صناعة .*
*وبالمثل يمكننا كبشر سواءآ على مستوى الشعب او المجتمع او الجماعة او على مستوى الشخص الواحد يمكننا أن نسدي معروفآ لشخص او لجماعة او لشعب بالنصح , بالمشورة , بالعدل , بالإنصاف , بدفع الظلم , بتبيين الخير , بالإستشعار ببعضنا .*
*يمكنني أنا أن أسديك معروفآ بحثك على الوقوف بجانب نبيك إن كنت مسلمآ , أنصحك بالوقوف بجانب أعظم شخصية في العالم عرفها التاريخ منذ خلق الله الأرض إن كنت لست من المنتمين للإسلام , محمد صلوات الله عليه وعلى آله هو قائدٌ للبشرية جمعا , هو نموذج لبني آدم , أليس هو أرحم الناس بالناس , أليس هو من تحدث عنه علماء الإدارة وعلماء الإقتصاد وعلماء السياسة وووو…إلخ في العالم بأنه يمثل رمزآ ليس له نظير في كل مجالات الحياة.*
*إذآ هو رمزٌ للبشرية لأنه صلوات الله عليه وآله بُعث هاديآ لكل البشرية بل للإنس والجن في كل الأرض.. يجب أن تحتفل بذكرى مولده البشرية في كل العالم ..*
*فما بالنا نحن المسلمين الذين شمل فضله كل حياتنا في الدنيا والآخره ..*
*واجبٌ علينا أن نحييه في نفوسنا بإتباع منهجه , ونحييه في حياتنا بإحياء ذكرى مولده , قد يقول قائل أنا أحيي ذكراه في نفسي وفي وجداني دون الحاجه للإحتفال بذكرى مولده … إذآ .. واجبٌ عليك أيضآ أن تكون حاضرآ لتخبر العالم أن هذا هو محمد , يجب أن تلفت عناية الشعوب إلى نبيك الذي تؤمن به بل هو نبي تلك الشعوب في كل الارض في واقع الأمر , سيسأل الناس عنه ويعرفونه , وسيغتاض منه المستكبرين والظالمون .*
*إذآ دعني أسدي إليك معروفآ وأقول لك :” خروجك وأحتفالك بمولد رسول الله هو بمثابة مشاركةٌ منك بالتبليغ والتعريف بدين الله إلى كل البشر..*
*هو واجبٌ عليك امام الله , تجاه أمتك , وتجاه أبناء الشعوب في الغرب وأينما كانوا فمن حقهم عليك أن تعرفهم أن خالقهم قد أرسل للبشرية قائدآ ومعلمآ يجب على الجميع اتباعه لتحيا الشعوب حياة العزة والكرامة والطمأنينة بعيدآ عن تسلط المستكبرين في الأرض , الظالمين لكل الشعوب بما فيها شعوبهم هم , وسنكون نحن النموذج الذي سيلتفت إليه العالم مصداقآ لهذا الهدف بعد أن يمنحنا الله النصر والتمكين والعزة إثر إحيائنا لذكرى مولد خير الخلق .*
*لهذا السبب يغتاض المستكبرون من خروجنا فهم يسعون لتغييب رسولنا عن حياتنا ووجداننا , بل هم يشوهون صورة هذا القائد أمام شعوبهم , هم يخافون من محمد , ولا يريدون لأحد أن يسأل او يعرف عن هذا القائد فتنقلب عليهم الطاولة كما أنقلبت على مستكبري الأرض وقت البعثة النبوية.*
*وأنت أسدي إلي معروفآ وأسدي إلى أمتك معروفآ بل اسدي لنفسك معروفآ فأنت إذا آثرت إلا القعود فلا تحرضن أحدآ على الإقتداء بك فتحمل وزرك ووزره إلى يوم القيامة , ولن يضيرنا فعلك او يضير رسول الله قعودك , وبعدها لا تتحدث عن عيد ميلاد إبنك او ابنتك , ولا تتحدث عن ذكرى زواجك , ولا تتحدث عن عيد امك او معلمك.أو أو …. الخ..*
*فجميعها تحمل نفس نوعية وطابع الإحتفال بمولد رسول الله ولكنها أحقر وأدنى واصغر منه بكثييير جدآ , وتفتقر إلى الشرعية والوجوب التي يمتلكها مولد الرسول الأعظم…. وإن فعلت فستظل تبوء بإثم تخلفك عن نبيك طوال حياتك أضعافآ مضاعفة.*
*كل عام وشعبنا ومجاهدينا وقيادتنا والأمة الإسلامية بخير طالما سرنا على نهجه صلوات الله عليه وآله , بل كل عام وشعوب العالم في الشرق والغرب فردآ فردآ بخير إن هداهم الله إلى نهج محمد.*
Discussion about this post