الانتقام لسليماني ذبح العدو بالقطنة
زهراء كركي
بالأمس استمعت خلال تواجدي في بغداد الى زينب سليماني ابنة الشهيد قاسم سليماني القائد السابق لفيلق القدس التابع للحرس الثوري في ايران اذ قالت: ان دموع حزننا ستتحول قريبا إلى فرح، وقد رأيت في عينيها كما في عيون الايرانيين الذين خبرتهم لعشر سنوات بريق النصر بعد انتقام وإن كانت فصوله بطيئة، لكنه استراتيجي سيغير وجه التاريخ، فحائك السجاد الصبور لا ينسى ظالميه، ومن لا زال يعيش غصة كربلاء قبل مئات السنين، سيقطع يد من قطع يد سليماني، و “الصبر يصنع من الحامض حلوا”، والسياسة في إيران ليست فن الممكن كما هو شائع، بل هي فن تحويل غير الممكن الى ممكن.
وأيا كانت صنعة الصبر فهي صنعة إيرانية، متجذرة، حضارة وثقافة وصناعة، وهم أصحاب نظرية الذبح بالقطنة التي أرهقت أمريكا في كل البلاد حول ايران الساحات التي أتت اليها طامعة مستكبرة.
وأجزم أن أمريكا واسرائيل هذه المرة سيشربوا أكثر من كأس سم، واحدها بتفلت إيران من سياسات العقوبات، وأخرى سقوط الحليف الأكبر في العالم العربي والاسلامي، أي العائلة السعودية بعد هزيمتها المتوقعة، مع تشديد الضربات اليمنية وتكرار «سايغون» عربية على سواحل خليج عدن وباب المندب، إنه اشتباك الأسد الايراني وانتقامه الممتد الطويل حتى انهاك العدو والوصول من حركة القطنة الى عمق نحره، أما اسرائيل المحاطة بقبب النار من كل جانب الحاملة لتوقيع سليماني فحدث ولا حرج، ومن تابع بالامس المجاهد اسماعيل هنية على الجزيرة يفهم ما اعني.
مجموعة ضربات الانتقام الايرانية التي مضت ويعرف الامريكي حجم وجعها بعد استشهاد سليماني من عين الاسد الىى اسقاط الطائرة الامنية في افغانستان ومقتل نخبة من ضباط السي اي ايه على متنها، وكل العمليات في العراق وسوريا ضد الاهداف الامريكية التي خلفت على الاقل عشرة قتلى ويقف ورائها تخطيطا او تنفيذا الايراني ليست آخر الأفعال، وإن ما تخبّئه الايام فيه الكثير من المفاجآت، لكن طهران اعتمدت ولا تزال على ما هو أبعد إنه عقلها الضارب في جذور عقيدتها وهويتها الدينية والثقافية، وصولا
الى خاتمة تشفي غليل حزن الايرانيين على عزيزهم، تجسد طموحهم المحق بالمشاركة في صنع القرار العالمي ليظهر في ثنايا التاريخ وتضاريس الجغرافيا السياسية.
على محور أمريكا اليوم أن لا يضيع مزيدا من الوقت، فحائك السجاد ولاعب الشطرنج يخطط لعقود آتية من مواجهتكم، ومن هو «أكبر منك بيوم أعقل منك بسنة». ما عليكم إلا أن تحسبوا الفارق بين عمر دولة ضاربة جذورها في الارض وفرعها في السماء ودولة مستكبرة عمرها لا يتجاوز أربعمئة عام، يؤمن خزينتها نفط العرب المربوط بالدولار اللعين.
آمل ان يكون القتلة قد وعوا مقصود السيد الخامنئي وقادة حرس الثورة أمس من أن الانتقام القاسي والشديد مستمر وآت في تصاعد، وأن “حياة ألف رئيس أمريكي لن تعادل الشخصية التي فقدناها”.
إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ / أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ
كاتبة لبنانية في بلاد الاغتراب
Discussion about this post