عن «دار أروقة للدراسات والترجمة والنشر»، كتاب «ريحانة قريش» للباحث الدكتور “صادق القاضي”.
الثورة نت / أمين النهمي
صدر مؤخراً عن «دار أروقة للدراسات والترجمة والنشر»، كتاب «ريحانة قريش» للباحث اليمني الدكتور “صادق القاضي”، ومن المقرر عرض الكتاب في معرض القاهرة الدولي للكتاب: 24 يناير الجاري.
واحتوى الكتاب على ثمانية فصول، تناول الأول: مداخل عامة، ريحانة قريش، كيان ومكونات، والاسم والقبيلة والمكان، ومكة قبل قريش، وقريش قبل مكة، وطبقات الأنساب الكلاسيكية، العرب والعروبة، واليمن والعروبة، بين قحطان ومعد، والتاريخ والذاكرة العربية، وتقويم قريش
وتناول الفصل الثاني: المجتمع المكي بنية ونظام وعلاقات: من الصرحاء إلى الرقيق، بطون وعشائر وعائلات، نظام مكة، الملأ الأعلى، هشام رب قريش، النظام السياسي والإداري، حكومة مكة، منادمات ومنافرات، أحلاف وصراعات داخلية، مخزوم وصراعات قريش، صراعات وأحلاف خارجية، قريش والحرب.
وتطرق الفصل الثالث إلى شؤون مكة: تجارة مكة، مجتمع قريش: الثقافة والمرأة، قريش والشعر الجاهلي.
فيما تناول الفصل الرابع: دين قريش، المشهد الديني العربي قبل الإسلام، ” عمرو بن لحي” خالق الآلهة العربية، المغيرة وإتاوات الكعبة، أماكن مقدسة، معبودات قريش، أنواع وأشكال، بانثيون قريش، الغرانيق العلا، بين الله والرحمن، الخدمات والوظائف الدينية، بناء الكعبة، العرب والتدين، مذاهب الوثنية، أديان أخرى، النبي ودين قومه، الأصول الماقبل إسلامية للإسلام.
ويتناول الفصل الخامس: قريش ضد الإسلام، مخزوم والإسلام، الوليد بن المغيرة “الوحيد”،عمرو بن هشام “أبو جهل”، محمد في يثرب، من بدر إلى فتح مكة، ما وراء الأكمة.
فيما تناول الفصل السادس قريش والعرب في ركب الإسلام: انتصار الإسلام، أساليب ومراحل، الكلمة، الإسلام والسيف، الرسل والرسائل، انتشار الإسلام في اليمن، دولة الرسول، الكم والكيف، وفود اليمن.
وتطرق الفصل السابع إلى أسئلة الرّدة: من ولماذا وكم وكيف؟!، الردة.. لماذا.. وعن ماذا؟، وأسبابها، الردة.. من حيث الكم!، وزعماء الردّة، والردة في اليمن. “الأولى والثانية”، حروب الردة. القيادة والقواد(في اليمن)، مصاهرات ووشائج، بغايا حضرموت.
أما الفصل الثامن والأخير، فقد تناول سيوف قريش. بين الفتوحات وصراع العشائر، وخالد بن الوليد من حيث شخصه وشخصيه وعبقريته، والمآخذ عليه، وخصوماته مع عمر بن الخطاب، ورجال مخزوم والحروب الأهلية.
ويشير المؤلف إلى أن فكرة هذه الدراسة بدأت على شكل سؤالٍ وجيه، حول شخصية “أبي جهل” في الثقافة الإسلامية عن المبالغات والأساطير التي أضيفت له، وأضفيت عليه، وما مدى مساهمة كلٍّ من الأسطورة والتاريخ في تشكيل هذه الشخصية التي أصبحت رمزا للوثنية العربية، تحت صفة “فرعون هذه الأمة”.
ونوه إلى أن هذه الدراسة لا تزعم أنها وصلت أو حتى دنت من “كأس مقدسة”، فهي محاولة للبحث عن الأصول والجذور البعيدة الضائعة، أو المتوارية خلف ركامٍ هائل من الحكايات والأساطير، والأخبار والأشعار.. التي دُوّنت لاحقًا في مرحلة مختلفة تماما، ومن قِبَل جهاتٍ وأطرافٍ كان لها مصالحها في كتابة التاريخ الجاهلي والفجر إسلامي. بما يخدم أولويّات المرحلة. لا أولويات التاريخ.
ولفت إلى أنه -للأسف- ليس لدينا أيِّ وثائق إركيولوجية عن الحقبة والبيئة التي نتحدث عنها، لكن غياب الدليل ليس دليلًا على الغياب بالضرورة، وعموما هناك نقوش وكتابات عن أقوامٍ سابقة عاشت في المنطقة نفسها: ثمودية وصفوية ولحيانية.. ونقوش قديمة في المناطق المجاورة: يمنية وبابلية وآشورية وكنعانية.. ونصوص تاريخية كلاسيكية يونانية ورومانية وسريانية ويهودية.. قديمة. وبعضها متزامن تقريبا مع حدث فجر الإسلام.. يمكن الإفادة من كل ما يتعلق منها بشكل مباشر أو غير مباشر بتاريخ المنطقة، منوها إلى أن هناك أيضًا كتب حديثة أجنبية لمستشرقين وباحثين غربيين، وإن لم تكن في درجة واحدة من الموضوعية، وهذا لا يعني التشكيك بنزاهة وموضوعية المستشرقين الذين لهم عمومًا أهمية لا تنكر، وفضل كبير على الدرس العربي الحديث للتاريخ، وقد حاولت هذه الدراسة الإفادة من كل ما وصل إليه منها في إطار التمييز الحذر بين ما ينتمي إلى العلم، وما ينتمى إلى الصراع الثقافي.
وأشار إلى أنه من الصعوبة بمكان الفصل بين العنصر العلمي والعنصر الأيديولوجي عندما يتعلق الأمر بتاريخ المقدسات، سواء كانت قومية أو دينية. أخذت الدراسة هذه النقطة بالاعتبار، في تعاملها مع المصادر الغربية والعربية على حدٍّ سواء، ومع انفتاحها المبدئي على الآراء الأكثر تطرفا، كالتي تقول إن تاريخ الإسلام زائف كله، أو أن مكة التاريخية كانت على ساحل العقبة، أو أن النبي محمدا لم يوجد أبدًا، أو أنه وجد قبل أو بعد قرن أو أكثر من تاريخه المعلوم، أو أن مسرح الإسلام الأول كان في بلاد الشام، أو العراق..فإنها ترفض مبدئيا مثل هذه الآراء، ليس لأن التراث العربي والإسلامي يخلو من التزييف، فهو مثقل به وباللاواقعية والمثالية.. بل لأن مثل هذه الآراء هي ببساطة مجرد شطحات ذاتية متطرفة لا تستند على براهين، وتفتقر للمنهجية العلمية، فهي تنتمي إلى الخيال لا التاريخ.
وأضاف: التمييز بين الذاتي والموضوعي عملية سهلة نسبيا في التعامل مع كتابات المستشرقين، حتى على مستوى الكتاب الواحد، فهي تكشف بوضوح عن تنوع كبير من حيث الأساليب والمعالجات، ويمكن محاكمة أيٍّ منها بموجب المنهج العلمي الذي تدعيه، بما يميّز الدراسات القيمة منها، عن تلك المستندة على أسس متصلة بصراعات دينية وثقافية غابرة، أو التي ترى أن الشرق بنية نمطية جامدة بشكل سرمدي.!
كذلك الدراسات العربية الحديثة والمعاصرة، فهي تكشف بسهولة عن تنوعها، وتفاوتها من حيث المنهج والقيمة والأهمية، واختلافها تبعا لعقلية الباحث وشخصيته العلمية، وإن كانت في أغلبها محكومة بالخطوط العريضة للمدونة العربية التراثية، وتصوراتها القائمة على محورية العرب، ومركزية قريش، وأسلمة حتى التاريخ قبل الإسلامي، ومنذ بدء الخليقة.!.
Discussion about this post