*هل تسبح عُمان ضد تيّار التطبيع الجارف؟؟؟!!!*
*عدنان علامه / عضو الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين*
*تميًزت عًمان بهدوئها المثير للجدل في إتخاذها إجراءات ضد التطبيع مطلع الأسبوع الحالي، وفي الخطوات التطبيعية التي اتخذتها لدى إستقبالها لرئيس وزراء العدو نتنياهو في تشرين الأول من العام 2018؛ وفي مشاركة وزير النقل والإستخبارات في حكومة نتنياهو يسرائيل كاتس في مؤتمر النقل الدولي الذي عقد في مسقط في تشرين الثاني 2018.*
*فقد طالب نواب في مجلس الشورى العماني بتاريخ 26 كانون الأول/ديسمبر 2022 ، بتغليظ عقوبة التعامل مع الاحتلال الإسرائيلي، رغم وجود قانون يحظر على المواطنين والهيئات في عمان التعامل مع نظرائهم في إسرائيل، أو من يعمل لحسابها.*
*ويحظر القانون الحالي عقد أي اتفاقات مع “هيئات أو أشخاص مقيمين في إسرائيل أو منتمين إليها بجنسياتهم أو يعملون لحسابها أو لمصلحتها أينما قاموا وذلك متى كان محل الاتفاق صفقات تجارية أو عمليات مالية”.*
*كما يحظر “أي تعامل آخر أيا كانت طبيعته”، ويعد القانون “الشركات والمنشآت الوطنية والأجنبية التي لها مصالح أو فروع أو توكيلات عامة في إسرائيل في حكم الهيئات والأشخاص المحظور التعامل معهم”.*
*وقال نائب رئيس المجلس، يعقوب الحارثي، لوكالة “واف” المحلية إن “التعديل المقترح يوسع نطاق المقاطعة، ويوسع تجريم التعامل مع الاحتلال الإسرائيلي”.*
*وقد رفض الشعب العماني خطوات التطبيع التي نفذتها الإمارات والبحرين. فبتاريخ 16 اب اغسطس 2020 ورفض الشعب العماني تأييد الاتفاق الموقع بين الإمارات و”إسرائيل”لتطبيع علاقاتهما. فوقعوا بيان رفض وشجب للاتفاق. واكدوأ أنهم لا يعرفون سوى فلسطين واحدة وعاصمتها القدس القدس، كما دعوا الأنظمة العربية إلى رفض التطبيع”.*
*وحصل تباين واضح بين الموقف الرسمي المؤيد لخطوات التطبيع والموقف الشعبي العماني المندد بالتطبيع والرافض له.*
*فبعد إعلان البحرين والإمارات عن تطبيع علاقاتهما مع الكيان المُحتلّ، إتّجهت الأنظار إلى البلدان الخليجية الأخرى المُتوقع إلتحاقها بمسير قطار التطبيع على المستوى الرسمي، ومنها سلطنة عُمان، التي رحّبت بتاريخ الثلاثاء 15 أيلول/ سبتمبر 2020 عبر وزارة خارجيتها بالاتفاقين التطبيعييْن.”*
*لكن الشعب العماني سارع للتعبير عن رفضه للتطبيع بالرغم من الإستقبال الرسمي لنتنياهو في العام 2018. فأطلق آلاف المغردين وسم #عمانيون_ضد_التطبيع. كما نشر عدد من الصحف والمواقع الإلكترونية مواقف مناهضة للتطبيع غير آبهة باحتمال تعرض أصحابها للاعتقال أو المضايقات من السلطات العمانية.*
*فلنعود سويًا بالذاكرة إلى زيارة نتنياهو وكاتس إلى عُمان وأبرز ما قيل حول الزيارتين ؛ فقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي يوم الجمعة 26 تشرین الأول/اكتوبر 2018 إن “بنيامين نتانياهو عاد إلى البلاد بعد زيارة رسمية قادته إلى سلطنة عمان، هي الأولى له والثالثة لرئيس وزراء إسرائيلي، إلى بلد عربي لا تربطه علاقات دبلوماسية مع تل أبيب، مشيرا إلى أنه التقى السلطان قابوس بن سعيد”.*
*وأما وزير الشؤون الخارجية العُماني يوسف بن علوي قال في لقاء مع الجزيرة بتاريخ 27 تشرين الأول/اكتوبر 2018 إن” رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هو من أبدى رغبة في زيارة السلطنة لمناقشة قضية السلام”.*
*وأضاف يوسف بن علوي أن نتنياهو طلب الزيارة لعرض وجهة نظره في حل الخلافات بالمنطقة، وتابع أن المفاوضات غير متوقفة، وأن على الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي التوصل إلى سلام لمصلحة الطرفين.*
*وتوجه وزير النقل والاستخبارات الإسرائيلي يسرائيل كاتز، الأحد 04 تشرين الثاني/نوفمبر 2018 إلى سلطنة عمان للمشاركة في مؤتمر النقل الدولي الذي يقام في العاصمة مسقط خلال الفترة من 6 إلى 8 تشرين الثاني/نوفمبر 2018 الجاري، حسب الإعلام العبري.*
*وقال الوزير كاتس، كما نقل عنه الموقع الإلكتروني لصحيفة “يديعوت أحرنوت”: “هذه زيارة تاريخية ستحسن العلاقات بين إسرائيل وسلطنة عُمان، وأعتزم تقديم وتعزيز مبادرتنا المشتركة (سكك حديدية من أجل السلام الإقليمي) لربط دول الخليج بإسرائيل والبحر المتوسط”.*
*وأشار إلى أن هذا سيخلق محورا سيتجاوز إيران.*
*وأضاف الوزير أن ”تطبيعا من خلال قوة” أمر مهم وسيكون قابلًا للتنفيذ.؟؟؟!!!*
*وبناءً عليه فإن هناك موقف رسمي وشعبي عُماني معارض للتطبيع مع العدو يمنع عُمان من الإلتحاق المباشر والسريع بقالة التطبيع. ويبدو أن الموقف الرسمي العًماني الملفت للنظر جاء نتيجة ضغط السعودية على عمان بإتخاذ خطوات إضافية حثيثة للتطبيع مع العدو حتى تسارع السعودية إثره في الإعلان عن التطبيع الكامل مع العدو بعد فتح الأجواء السعودية للطيران المعادي، وزيارة حاخامات العدو للرياض وتجوّل مراسل القناة 12 في جبل عرفة في موسم الحج الماضي؛ وتجول أفواج السائحين في شوارع الرياض وغيرها من المدن.*
*وإن غدًا لناظره قريب*
*28 كانون الأول/ديسمبر 2022*
Discussion about this post