بحث معمق؛ ايران تبلغ غاياتها؟؟ ماذا عن فلسطين وتحرير القدس؟؟ لماذا ايران وحدها المعنية ؟؟ وماذا يفعل العرب واصحاب القضية والشأن؟؟
بيروت؛٢٢-٨-٢٠٢٢
ميخائيل عوض..
١/…
في الحقائق والوقائع المعاشة..
ايران وفلسطين ٤٣ ربيعا ومازال الوقت جاريا..
دور ايران في العرب والاقليم ومن بوابة فلسطين شكل احد اكثر الامور اشكالية منذ انتصار الثورة الاسلامية وتزداد اشكاليته مع كل تطور وكل حدث.
فقضية فلسطين والقدس كانت اول واهم عناوين وشعارات الثورة. فبعرفها وشعاراتها اسرائيل شيطان اصغر وامريكا الشيطان الاكبر، والدعاء الذي مازال حاضرا؛ الموت لأمريكا والموت لإسرائيل… يتردد بين الحين والاخر في التظاهرات والمهرجانات، وعلى السنة قادتها وان خف وهجه، وقل ترداده منذ وقع الغزو الامريكي لأفغانستان ثم لبغداد والساحتان ساحات مواجهة وتفاهمات ايرانية امريكية، غلب عليها صفة التعايش وتبادل المنافع وتقاطع المصالح.
وفي اول اجراء اعتمدته الثورة الاسلامية انزال العلم الاسرائيلي عن السفارة ورفع علم فلسطين ثم اعلان الامام الخميني يوم القدس، واستكمله القائد الخامنئي بتأسيس قوة القدس التي ادارت الصراع في الاقليم وبالأذرع الايرانية، وحققت غلبة وانتصارات تاريخية ونوعية ومكاسب جمة في بنيتها وتطورها وبلوغها الدولة الاقليمية الاهم، وفي سورية والعراق ولبنان واليمن وافغانستان. ونجحت في استنهاض الشيعية الولائية السياسية والجهادية، وتحولت عبرها الى شريك وازن في غالبية الساحات ذات الاهمية الاستراتيجية.
اتهمت ايران بتسهيلها الاحتلال الامريكي للعراق وافغانستان ومنطقها؛ عدو عدوي صديقي وامريكا عدو لكنها دولة بعيدة ووجودها احتلالي زائل ولن يتأبد، بينما الطالبان وصدام حسين اعداء وابناء البلاد ولهم حظوة وتأييد شعبي ليس من اليسر اقتلاعهما او رحيلهما، وما الضرر ان فعلتها امريكا وحلفها ووقعت في مصيدة الاستنزاف.
فتهمة ايران بتيسير الاحتلال الامريكي لا تخلو من الخبث وحرف الانظار عن مشاركة الدول العربية علنا وبصورة مباشرة في تامين وتمويل والشراكة في الاحتلالين، فما قد يكون مبررا لإيران لا يمكن تبريره للعرب ونظمهم واسرهم ودولهم، وجامعتهم وقممهم.
في لبنان؛ بذلت ايران بلا حساب وامنت للمقاومة كلف وشروط تحقيق انتصارات اعجازية وفي التحريرين المشهود لهما، وقد وفرا اسس وشروط الاستقرار والتوازن، وحماية الدولة والكيان والنظام وتحقيق الميثاقية، والتوافقية، وترجمت البراغماتية الايرانية كفرص موضوعية وبيئات مناسبة للتعايش بين حزب الله والمنظومة المحسوبة بكليتها امريكية الولاء والمصالح والخيارات وتم اعلاء شان وتفعيل شعارات التعايش والميثاقية والتوافق الوطني، وتامين النظام الطائفي وترسيخه بثنائية شيعية حاكمه، ومتمكنة في الدولة والشارع والسلاح والتوافقية ونظام المحاصات الطائفية والميثاقية بيئئة خصبة للاستثمار، ولإدارة تقاطعات المصالح الايرانية الامريكية. وفي الاقليم ومسارح الاحداث وساحات الاشتباك لابأس بالسعودية وتركيا وبحركة الاخوان المسلمين العالمية وفروعها في فلسطين ومصر وتركيا وقطر وتونس، فالضد يبرز حسنه الضد.
فالشيعية السياسية والعسكرية بمذهب ولاية الفقيه، تحتاج لتوأمها السنية السياسية ولو تصادمت مع السنية العسكرية التي تمردت وقررت لنفسها خيارات ومشاريع خاصة من خارج نص تفاهمات الاخوان المسلمين والوهابية مع امريكا لإعادة هيكلة السيطرة الامريكية في العرب والمسلمين واقليمهم الحاكم. والتفاهمات مع الاخوان المسلمين وتركيا لا يتعارض جوهريا مع الاشتباك مع السنية العسكرية لتوفر روافع للجمهورية الاسلامية، والصحوة، والوحدة الاسلامية، والقدس وبيت المقدس والاقصى كعناوين جامعة تمسكت بها ايران وعملت عليها بداب وبلا كلل…..
فالإخوان المسلمين والوهابية والسلفية الجهادية العالمية بفروعها المختلفة كالقاعدة وداعش والنصرة واخواتها اشاحوا النظر عن فلسطين وعن تحريرها وعن القدس واستعادتها، ولم تستمر حماس غزة في المقاومة لولا اسناد ايران المحوري، ودوما ما فضلت حماس التزاماتها العقيدية والسياسية وولاءاتها للإخوان ولتركيا وقطر على القتال الجدي وعلى العلاقة مع ايران والجهادية الشيعية.
ما قدمته ايران والجهادية الشيعية في لبنان ولفلسطين وشعبها ومقاومتها يفيض بملايين المرات عما قدمه الاخرون من نظم واسر ودويلات سايكس بيكو التي صنعت لخدمة الكيان وتامين المصالح الاطلسية والخارجية، بل وما بذلته السعودية والاخريات من تامر وتمويل لاستهداف المقاومة تاريخيا بنسختها القومية واليسارية وفي وجه الاسلامية في لبنان وفلسطين، ولتخريب سورية واسقاط نظم ودول الممانعة يفوق ما بذلته وقدمته اسرائيل والاطلسي، ولا يجوز المقارنة بين ما قدمته ايران وما تحقق من تقديماتها وما سعت اليه السعودية وحلفها العربي والاسلامي التأمري.
ولولا ايران وثورتها الاسلامية ورفعها شعار تحرير القدس واولوية القضية الفلسطينية ربما كانت اندثرت وصفيت القضية وازداد تفكك العرب وفرقتهم وحروبهم الاهلية وتخلفهم.
ايران في تبنيها للقضية الفلسطينية ورفع شعار تحرير القدس واعدادها لقوة القدس تجرأت وقدمت وقاتلت وتحملت حروب وتامر وحصار قاس وظالم، ولم تنثني او تبدل برغم ما قدم لها من اغراءات، وحوافز لو قبلتها لكانت بين القوى الاقليمية السائدة والمفوضة من امريكا والاطلسي بإدارة الاقليم برمته وربما اكثر.
والتهم التي وجهت لإيران باستثمارها المجدي والعبقري بالشيعية السياسية والجهادية انما تبدو تهم ظالمة تجافي الحقيقة. فايران جادة في تحمل اعباء سياساتها ومواقفها واسنادها للمقاومات وسورية دون ابطاء او تردد بينما العربيات الخليجية وتوابعها عبثت ودمرت وتامرت وانفقت اموال طائلة لخدمة اسرائيل والاطلسي، وسعت جهدها لإثارة الفتنة السنية الشيعية ومولت قوى ومجاميع الفتنه والا رهاب الاسود، وانشات تحالفات عربية واسلامية واقليمية لحماية اسرائيل وتلبية الضغوط والمصالح الامريكية ولم تتوانى عن التورط المباشر في غزو وتدمير العراق وليبيا وتخريب السودان واعلان غزوة اليمن، بينما كانت ايران بالمرصاد وفي جانب المظلوم والمعتدى عليه وقاتلت معهم بكل ما امتلكت من قوة وامكانيات، امينة على شعاراتها وعناوينها والتزاماتها، وقد توفرت لها الفرص والظروف في الكتلة الشيعية التي كانت في موقع المضطهد والمفقرة والمعزولة والمظلومة، وقد ابهرتها الثورة الاسلامية واستهوتها شعاراتها وانجازاتها وامنت اسنادها ودعمها فتحولت الكتلة الشيعية في العرب والاقليم الى قوى وازنه وروافع وعامود المقاومة وتنكبت حمل القضية القومية الجامعة، والموحدة.
يتبع….
غدا لبنان اولى ساحات الاشتباك وتعظيم خيار المقاومة…
Discussion about this post