لا دنيا ولا آخرة المصالح فوق الجميع ..
كتب الصحفي العراقي رسـول عبيد الشبلي —
لا يغرنك من يتكلم بالدين ويتخوف من الآخرة ولا يغرنك من تراه في الدنيا إنسان سوي مؤدب تسلب حقه النملة فكل من هؤلاء يلبس قناع تحته وحش ضارٍ همه يخدع الناس ويضلل عنها الحقيقة ويصعد على ظهورها لتحقيق مكاسب خاصه له ، ولعل الله سبحانه وتعالى أكد على تلك النماذج الغير مشرفة التي يتاجر بعضها بالدين والبعض يتاجر بالاخلاق والآخر يتاجر بالأمانة فكلها من أجل خداع الناس ويستغل المكان الذي يعمل فيه غطاءً له
ونرجع إلى من يتاجر بالدين لنرى كيف يصفه الله سبحانه وتعالى فيقول الجليل ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلا أُولَئِكَ لا خَلاقَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ وَلا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ فكيف لهم أن يزكوا غيرهم ويحمكون عليه بالفسق وسوء الخلق أو يحكمون عليه بالكذب وهم باعوا دين الله .
ويقول علي بن ابي طالب عليه السلام ﴿اعرف الحق تعرف اهله واعرف الباطل تعرف من اتاه ﴾
ما معنى قوله من يعرف الحق يستطيع أن يميز المخادع من الصادق وفق هذه القاعدة
ويقول علي بن الحسين بن ابي طالب صلوات الله عليهم اجمعين ﴿من خالفت سريرته علانيته فهو منافق﴾ فمن يظهر خلاف مافي قلبه فهو مخادع ، ونذكر قصة من الواقع وهذا ما يستشهد به الله سبحانه بقول : ﴿وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون) ﴾ .
في العام ٢٠١٨ انتشر خبر على نطاق واسع في وسائل الإعلام وركز عليه الكتاب بأقلامهم مفاده إن القس المسيحي جيسي دوبلانتيس يقول اخبرني الرب أن أشتري طائرة من طراز (فالكون 7 إكس) وترددت في الشراء في بادئ الأمر، لكن الرب قال لي “أنا لم أطلب منك أن تدفع ثمنها. طلبت منك أن تؤمّن من أجلها” هذا ما قاله القس وتبلغ قيمة الطائرة 54 مليون دولار وامتلاك رجال الدين أو الواعضين للطائرات أمر شائع لكن هذه الحادثة أثارت حفيظة العالم وهذه هي المتاجرة بالدين وخداع الناس فانظر ألى جوهر مايقول الإنسان فإن خالف الحق فهو منافق
فمن يفضل مصالحه الشخصية لا تنتظر منه أن يدافع عن مبادئ أو عقيدة ووقعت حادثة معي بالتحديد وسب الإمام علي (عليه السلام) من شخص يدعي أنه يؤمن بأن الإمام علي هو خليفة رسول الله وإمام المتقين ، واخبرت شخص معني بالأمر لكن كان جوابه مثير للشفقة وهو يأكل باسم علي بن ابي طالب
( اتعرف الشخص هذا من يكون ) فكان جوابي له لا أعرفه إن كان وان لم يكن ونسى إن الإمام علي هو بعد الله ورسوله فمن يفضل مصلحته الشخصية على الله ورسوله وخليفة رسوله فاي مبدأ بقي له فلم يبقى سوى إنسان فارغ المحتوى ووحش ينهش لحوم البشر .
ولعل عبارة تشرشل رئيس وزراء بريطانيا خلال الحرب العالمية الثانية تصف من يسعون إلى مصالحهم (( ليس هناك أصدقاء دائمون ولا أعداء دائمون، ولكن توجد مصالح دائمة)) فالمصالح فوق كل اعتبار لمن ليس له مبدأ
Discussion about this post