الكاتبة الإعلامية لبنى مرتضى
إن ثمرة المقاومة لاتنال في طريق البناء التقني،وإنما تنشأ من عملية تكوين وتثقيف، وعندما لايكون للمقاومة غايات خارج ذاتها، فإنها تتجاوز المفهوم الذي يقتصر على أنها مجرد وجود، فهي الفكرة التاريخية الأصيلة، وهي مهمة للفهم في إطار التكوين الإنساني.
ومن هنا جاءت الفكرة التي يتحدد من خلالها التوجيه لإظهار المعالم الأساسية تجاه مانراه ومانتعايشه. فإن هناك مايمكن أن يسمى المرحلي والشمولي، والمرحلي زائل بزوال زمنه، فالمقاومة ركب متين يتعايش مع زمنه ومكانه ويتجاوز الجغرافيات كافة.
هذا الرهان الذي عول عليه حزب الله وفلسفته التي ربطت بين مجالات حالة الابتكار والتنفيذ على أرض الواقع وليس الخيال المرسوم.
وفي إطار هذا نظم المنتدى الفكري والسياسي اليمني في العاصمة السورية دمشق ندوة حوارية بعنوان (حزب الله وانتصارات المقاومة) وذلك لمرور أربعين عاما على انطلاق المقاومة الاسلامية في لبنان وذلك في السفارة اليمنية في دمشق.
وبداية الحديث لسعادة السفير اليمني عبدالله علي صبري أشار على أن تزامن هذه الندوة مع ذكرى انتصارات تموز عام ٢٠٠٦ وهذا مايؤكد تلاحم محور المقاومة من طهران الداعمة إلى دمشق الحاضنة وإلى غزة وبيروت وصنعاء وبغداد.
_وقدم الدكتور خلف المفتاح مدير عام مؤسسة القدس الدولية عرضا تحدث فيه عن نشأت المقاومة اللبنانية الوطنية والتي كانت ضمن ظروف صعبة عاشها لبنان والمنطقة، فعلى الصعيد اللبناني كان الاجتياح عام ١٩٨٢ إضافة إلى الحرب الأهلية التي كانت مستعرة فيه، أما على الصعيد الإقليمي فقد كانت الحرب العرقية الإيرانية، وعصابات الإخوان المسلمين تمارس تدميرها في سورية، ومعاهدة الصلح المصري الاسرائيلي وتداعياتها السلبية على معادلة الصراع العربي الصهيوني ورغم تلك الظروف القاسية انطلقت المقاومة الوطنية من كل أطياف المجتمع اللبناني وقواه الحية واستطاعت بدعم من الجيش العربي السوري تحقيق انتصارات مذهلة أجبرت العدو الصهوني على التراجع والانكفاء إلى الجنوب ومن ثم مايسمى منطقة ٱمنة ثم تعزز دور المقاومة بتفاهم عام ١٩٩٦ الذي اعترف فيه الكيان الصهيوني بشرعية المقاومة عام ٢٠٠٠ وتحول حزب الله إلى قوة الردع للعدو ولم تقف الأمور عند ذلك حيث شكلت حرب تموز ومالحق بالعدو الصهوني من هزيمة مذلة جعلته من عدو يهدد سلامة لبنان إلى باحث عن صيغة تحفظ حدود فلسطين الشمالية ثم تنامى دور المقاومة وحقوق لبنان في الحياة الإقليمية والتنقيب واستخراج الغاز وفرض رؤيته واجندته على العدو الصهيوني، ماجعل من المقاومة قوة اقليمية بحسب لها ألف حساب وتطور دورها من الدفاع المحلي ٱلى الهجوم الاستراتيجي وهذا ماكان ليكون لولا مساندة محور المقاومة وعلى رأسه سورية وايران وانتصارات سورية بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد على المشروع الارهابي التكفيري وأدواته في المنطقة وكان ثمن تلك التضحيات جسيمة للجيش العربي السوري ودعم محور المقاومة وروسيا.
وأكد بدوره الرفيق المهندس رضوان مصطفى أمين فرع حزب البعث العربي الاشتراكي بريف دمشق، تلاحم دول محور المقاومة ودعمها لحزب الله الذي حقق الانتصار على الكيان الصهيوني عام ٢٠٠٠ وفي ٢٠٠٦.
وأشاد بتضحيات حزب الله وكل حركات المقاومة التي ضحت بقوافل من الشهداء في سبيل القضية الفلسطينية وتحرير الأراضي العربية المحتلة.
وأوضح الدكتور معتز القريشي المدير التنفيذي للمنتدى أن المقاومة شكلت أنموذجا صادقا في التضحيات والعطاء، وشواهدا عظيمة خلال مسيرتها النضالية أبهرت أحرار العالم وارعبت الاحتلال ودعمت استمرار المقاومة في فلسطين رغم كل المحاولات لتصفيتها.
_ وفي مداخلة للاستاذ محمد البحيصي رئيس جمعية الصداقة الفلسطنية الايرانية تحدث فيها:
نلتقي في هذا المنتدى المقاوم بمناسبة اربعين ربيعا على تأسيس حزب الله المقاوم،
هذا الحزب الصادق والأمين والمخلص لفكرة المقاومة وهي الفكرة التي ومن خلال ممارستها استمد الحزب شرعيته لا يرى الحزب ان لا شرعية لاية حركة او حزب ينكل عن مقاومة المشروع الصهيوني الذي تمثّل اسرائيل حلقته المركزية،
لقد استطاع الحزب ان يقدّم نموذجا متميّزا عن سائر الحركات والاحزاب في المنطقة وذلك من خلال تجربته من خارج السلطة ومن داخلها…فالسلطة بالنسبة ليست غاية وانما هي وسيلة وأداة لتكريس المقاومة والسلم الاهلي.
لقد قدّم الحزب نموذجا للتحالفات المبدئية على قاعدة المقاومة وتبني القضية الفلسطينية دون ان يخل ولا مرّة بهذه المعادلة بعنوان المصلحة وغيرها كما يفعل البعض.
انّ الحزب حقق نجاحا في تعميم فكرة المقاومة في المنطقة دون ان يكون له امتدادات عضوية ..وهذا ما لم تستطع القوى ذات الامتدادات والارتباطات العضوية فعله.
الحزب لم يدخل في جدليات وحوارات الاولويات التي استغرقت الآخرين حيث انه ومن اللحظة الاولى حدّد اولويته وكانت هي المقاومة ولا تزال.
اريد في العام 2006 استولاد شرق اوسط جديد فكانت حرب تموز التي خاضها الحزب بكل بطولة ومسئولية واستطاع اسقاط هذا المشروع..فكان الحزب بحق بمثابة المعادل الموضوعي لمنع تمرير هذا المشروع.
ترتكز الاستراتيجية الاسرائيلية على قدمين :
الاولى ..الاحتفاظ بالارض
والثانية..قوّة الرّدع..
وقد استطاع الحزب قطع هاتين القدمين في عامي 2000 و2006 …وهكذا هي اسرائيل اليوم تحبو بل تزحف على بطنها في مواجهة المقاومة.
وكل ما ذكرته عن حزب الله ينطبق على سورية التي مثلت عمق المقاومة وجدارها الصلب..وينطبق على الجمهورية الاسلامية راعية محور المقاومة…
حضر الفعالية نخبة من السياسيين والمثقفين العرب والسوريين وقيادات فلسطينية وممثلوا السفارة الايرانية في دمشق وعدد من الاعلاميين.
Discussion about this post