“بلدة طيبة ورب غفور” أسباب العدوان على اليمن
تمتلك دول كثيرة وعلى رأسها السعودية الثروات الطبيعية غير انها لا تمتلك الهداية القرآنية لذا تكون نتائج هذه الأمور كارثية على مستوى الفرد والمجتمع وكذلك عندما تمتلك الهداية ويعوزك الثروة فإن تأثيرك يكون محدودا غير ان اجتماع البلدة الطيبة والرب الغفور (الهداية) تكون نتائجهما (رحمة للعالمين) وهذا ما يتوفر في يمن الإيمان.
بقلم د.يوسف الحاضري
كاتب وباحث في الشئون الدينية والسياسية
Abo_raghad20112@hotmail.com
من حكمة الله تعالى انه يصطفي من كل شيء خلقه ما يمكن للانسان ان يؤدي دوره الإستخلافي على أكمل وجه ، فاصطفى الله من البشر من اصطفى ، وأصطفى من الأماكن ما اصطفى , وأصطفى من الازمنة ما أصطفى , وهكذا يصطفي من كل شيء وفي كل شيء فهناك اصطفاء للخير وهناك للبركة وهناك للوعي وهكذا وبالمقابل كما ان هناك اصطفاء للبركة هناك توصيف او تصنيف للشرور والمهالك ايضا يستفيد منها الإنسان في حركته التنموية التي هي أساس استخلافه في الأرض لتكون نموذجا للباطل ليتحاشوه ويتحاشوا احداثه وشروره , وسأسلط الضوء هنا على اليمن العظيم التي وصفها الله سبحانه وتعالى ب (بلدة طيبة ورب غفور) واعمل مقارنة بين من تم توصيفها من الرسول بأنها (أرض الفتن والمحن والزلازل ومنها يخرج قرن الشيطان) كأرضين خلقهما الله سبحانه وتعالى بحكمته وعلمه وقدرته وقدر فيهما ما قدره جل وعلا .
عندما وصف الله اليمن بأنها (بلدة طيبة ورب غفور) هنا تحدث الله عن الارض وعن البشر الذين يقطنوها , فحديثه عن الأرض جاء حديثا ثابتا وليس متغيرا حيث جاء الوصف (طيبة) لموصوف ثابت (البلدة) اي انها منذ ان خلقها الله قدر لها بحكمته وعلمه المطلقين هذه البركة الطيبة التي تشمل كل انواع الطيب من بركة اقتصادية وسياسية وعسكرية وعلمية ومجتمعية وغيرها وايضا وضع البركة البشرية فيها وربطها بصلاح البشر وسهل لهم ذلك بوجود (مغفرته) التي لا تتأتى مغفرة الله الا للصالحين (ورب غفور) والغير الصالحين تحل عليهم النقمة (عزيز ذو انتقام) لذا فالأرض تخرج طيباتها وتنتجها عندما يكون القائمين عليها مؤمنين كشرط اساسي لتكتمل الصورة كاملة صورة (بلدة طيبة) من خلال الايمان الجالب ل (رب غفور) لذا عندما كان القائمون على اليمن في العقود الماضية بعيدون كل البعد عن الإيمان العملي الحقيقي تلاشت مغفرة الله وبركاته عليهم فأمسكت الارض اليمنية طيبها عنهم رغم ما تحتويه من ثروات هي الأكثر على وجه الارض سواء في باطن الارض (ذهب وماء ومعادن وغاز ونفط وغيرها) او على سطح الارض (تربة زراعية وموانئ وثروات بحرية وباب المندب واحجار جبلية وغيرها) مع بقاءها لانها (بلدة طيبة) وستبقى كذلك حتى نهاية الحياة في الارض قاطبة لان التوصيف جاء بالاسم وليس بالفعل اي بالثبات والديمومة ، وتنتظر هذه الارض متى يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه يمتلكون صفات جالبة لمغفرة الله وبركاته ورحمته والتي تأتي على رأسها التواضع والرأفة والرحمة للمؤمنين (أذلة على المؤمنين) وصفات البأس والشدة والغلظة ضد الكافرين من يهود ومنافقين وغيرهما (أعزة على الكافرين) ويحملون نفسية الجهاد في سبيل الله ولا يخشون احدا الا الله (يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم) وهنا ستتفجر الارض اليمنية طيبة كما هو شأنها أساسا والسبب في ذلك ان طيبة هذه الأرض يجب ان تصل الى ايدي مؤمنة تعرف تمام المعرفة كيف تتصرف بها ضمن إطار (رحمة للعالمين) والرحمة تشمل الرحمة الدينية رحمة الهداية كأعظم نعمة ينعم الله بها على الإنسان سواء كان في شرق الارض او غربها وايضا رحمة اقتصادية ورحمة سياسية وعسكرية وغيرها عكس ما يتصرف به حاليا دول الاستكبار العالمي ممثلة بامريكا وبريطانيا والصهاينة وادواتهن السعودية والامارات وغيرهما الذين ينشرون البؤس والظلال والتيه والانحراف والفساد واهلاك الحرث والنسل في الارض قاطبة شرقا وغربا مستخدمين في ذلك ثروات ارض نجد (قرن الشيطان) وما احتلوه من اراضي جغرافية في الحجاز وشرق وشمال وجنوب الجزيرة العربية لأن تلك الارض لم يرتبط توافر ثرواتها بإيمان أهلها لأن توصيفها بأرض الفتن والزلازل والبلاء من منطلق ان كل هذا لا يتأتى الا بالثروات التي سيبتليهم الله بها فالتحرك الشيطاني أيضا يحتاج له مالا .
أرض اليمن ومستقبل التحرك النبوي القرآني السليم مرتبط ارتباطا وثيقا بينهما والذين اوتوا الكتاب من اليهود يدركون هذه المعادلة الهامة والخطيرة لذا سعوا جاهدين منذ عقود الى منع استخراج هذه الثروات رغم ان الانظمة السابقة صهيونية عميلة وان كانت بجنسيات ومسميات واشكال يمنية لأنها تدرك ان الاوضاع ستتغير في اي وقت وسيستفيد الحق منها غير مدركين انهم فقط ينفذون حكمة الله في انها لن تخرج الا بايدي اهل الحق في اليمن ، لذا وبعد ثورة ال٢١من سبتمبر ٢٠١٤ وعندما تم تطهير اليمن من الباطل استشعر الصهاينة الخطر وهذا ما ظهر في احدى كلمات قائد الحق والمسيرة القرانية في اليمن السيد عبدالملك الحوثي والتي اشار فيها الى ثروات اليمن وكيفية استثمارها واستخراجها فتحركوا ليوقفوا ذلك من خلال عدوانهم الذي بدا في فجر ٢٦مارس٢٠١٥م وبشكل غير طبيعي او اعتيادي لانهم يدركون تماما نتيجة ان تصل (بلدة طيبة) بيد من سيجلبون (رب غفور) ولم يكتفوا عند العدوان بل استمروا وسيستمرون في حروبهم المختلفة من خلال الحرب الناعمة والسعي لتطعيم المسيرة بعناصرهم الباطلة وغيرها من تحركات ليحدوا من ذلك لان النتيجة هي للعالم اجمع .
(رحمة للعالمين) منتهى رسالة النبي محمد والتي لم تتحقق حتى اللحظة وايضا لابد ان تتحقق كسنة من سنن الله والتي ستتحقق على يد ابناء اليمن ابناء (بلدة طيبة) كما عم الباطل والشر والافساد في الارض كاملة على يد ابناء (قرن الشيطان) لذا فالمستقبل لليمن وابناءها من خلال الارتباط المستمر بقيادتها القرانية والالتزام بالتوجيهات بحذافيرها وتزكية النفوس وتطهيرها والارتقاء بالتقوى وغيرها فقد اذن الله لهذه المسيرة ان تعم خيرها مشارق الارض ومغاربها فليسع كل انسان ان يكون احد ادواتها الخيرية كي لا يكون في الجانب الباطل ولا مكان ثالث بينهما .
#د_يوسف_الحاضري
Discussion about this post