وطننا ديننا ,, والمقاومة ديدننا
سأبدأ الحكاية من هناك من ذلك الزمن الذي كان فيه وطننا هو ديننا وعندما كنا سوريين حقيقيين حدثت هذه الواقعة التي لا يمكن لأي مخلوق على وجه الأرض منذ حدوثها أن ينكرها وخصوصاً عدونا قبل الصديق وحدثت إبان الإحتلال الفرنسي لوطننا المعشوق سوريا:
عندما احتلت فرنسا سوريا حاولت استمالة المسيحيين، فأبلغ الجنرال غورو فارس الخوري بأن فرنسا جاءت إلى سوريا لحماية مسيحيي الشرق، فقصد الخوري الجامع الأموي يوم الجمعة وصعد المنبر وقال مخاطبًا المصلين: “إذا كانت فرنسا تدعي أنها احتلت سوريا لحمايتنا نحن المسيحيين من المسلمين، فأنا كمسيحي أطلب الحماية من شعبي السوري، وأنا كمسيحي من هذا المنبر أشهد أن لا إله إلا الله”، فأقبل عليه المصلون وحملوه على الأكتاف وخرجوا به في مظاهرةٍ تطوف أحياء دمشق، وخرج المسيحيون من أهل دمشق يومها في مظاهرات حاشدة ملأت دمشق وهم يهتفون “لا إله إلا الله”.
ولو أردت العودة إلى زمانٍ أبعد لتحدثت عن الحروب الصليبية التي أتت من الغرب المتوحش إلى بلادنا بحجة تحرير المسيحيين من ظلم المسلمين فقامت في تلك الغزوات بقتل آلاف المسيحيين كما المسلمين ذلك أن المسيحيين في ذلك الوقت رفضوا هذا الإحتلال واختاروا أوطانهم دينناً لهم كما المسلمون فعلوا ذلك.
وكذلك الأمر عند الحديث عن جيوش العثمانيين الذين أدعوا بأنهم خلفاء المسلمين فقتلوا وسفكوا دماء المسلميين والمسيحيين على حد سواء بحجة أنهم يقيمون دولة الخلافة الإسلامية في الأرض وبأنهم الحاكمون بأمر الله إلى أن آتى الله بأمره ودمرهم.
ولكن أيضاً خلال تلك الحقبات الزمنية المتباعدة والمتقاربة لما سبق ذكره من أمثلة وليس على سبيل الحصر، كان هناك عدد لا بأس به من الخونة الذين تعاونوا مع هذه الجيوش الغازية المحتلة فسهلوا لها دخولها وهيئوا لها الظروف التي تمكنها من الإحتلال لا بل وزيدوا على ذلك كان هناك في تلك الأيام أناس من أبناء جلدتنا أشد وأكثر لعنة على وطنهم وأهلهم من القوات الغازية نفسها، فباعوا الأرض والعرض من أجل إشباع رغباتهم الوضيعة بالسلطة والمال من جهة، ومن جهة أخرى بسبب أحقادهم الدفينة وانتماءاتهم العفنة لدين أو مذهب أو عرق أو قومية أو أو ،،،،،،
وليس اليوم ببعيد عن أمس فما حدث منذ انطلاقة أكبر حرب إرهابية متوحشة إجرامية على سوريا يؤيد كلامنا أعلاه، فهناك مع بداية هذه الحرب بل وحتى ما قبلها من باع أرضه وعرضه لأعداء سورية تارة من أجل المال المغمس بدماء السوريين و تارة أخرى بدوافع طأئفية عفنة عمل على تسعيرها فضائيات الرجعيات الصهيوأعرابية على طول عشرات السنين مستغلة جهل وحقد البعض من أبناء جلدتنا للأسف الشديد فطغت زواريب تعفناتهم الطائفية والعرقية والدينية والمذهبية على دينهم الحقيقي ألا وهو الوطن.
وفي الجبهة الأخرى أثبت الكثيرون الكثيرون من أبناء سورية الحبيبة أنهم أوفياء أجلاء لسوريا على كافة واختلاف مشاربهم وأعراقهم وأديانهم فأختلط الدم السوري من كل مكونات المجتمع دفاعاً عن أرض سورية الطاهرة وكان الجميع في كل الجبهات لديهم شعار واحد بأن:
” وطننا ديننا ,, والمقاومة ديدننا “.
وبحكمة القيادة السورية وحلفائها أجتمع كل أحرار العالم ليدافعوا عن سورية فكانت أرض معراجهم إلى السماء من باكستان وأفغانستان وإيران والعراق واليمن ولبنان واسقطت مشاريع التفتيت من جديد بل على العكس قلبنا السحر على الساحر وأحرقناه بنيران فتنته فتم اسقاط الحدود لصالحنا و صارت أرض دول محور المقاومة واحدة من اليمن إلى حلب ومن طهران إلى رأس الناقورة مروراً ببغداد ووصولاً إلى صحراء النقب.
لذلك واليوم وغداً والبارحة كنت ومازلت أدعو كل أبناء وطني سورية ممن ضلوا وشذوا وعبث بعقولهم الأعداء بأن باب التوبة مفتوح، وبأن صدر الأم دائماً يتسع لعودة أبنائها مهما عقوا ومهما فعلوا فسورية أمنا وديننا وعرضنا وكرامتنا، والجنة تحت أقدامها.
من أجل سوريا نحيا ومن اجلها نموت
#عبدالحميدشمالي
أمين فرع الحزب الديمقراطي السوري بالحسكه
الجمعه 18/2/2022
Discussion about this post