# نوع الحكم ، ولون التسلط ، في العراق #
لما غزا الأميركان العراق عام ٢٠٠٣م ، وإحتلوه عنوة ، إستنادآ الى فبركات وتزييفات وأكاذيب مزورة مصطنعة ، أعلنت أميركا من عقر دار حكمها البيت المجرم اللئيم الأصفر ، المصبوغ مظهرآ وشكل ديكور وتمظهر وتغطية وتمويه بلون الصبغ الأبيض ، ولا براءة ، ولا طهرآ ، ولا نقاوة ، في هذا اللون الأبيض لما يغطي ويصبغ الجحور الوبيئة المعتمة التي تصنع الظلم ، وتصدر الإرهاب ….. لذلك هم جاءوا بالديمقراطية الصفراء حقيقة جوهر ، والبيضاء صبغ مظهر ومنظر …. وقالوا أن حكم الدكتاتورية المتفرد المستبد قد ولى وإندثر ، بالوقت الذي هم فيه قد زرعوا بذرة نبتة الفوضى والبلطجة المجرمة القاتلة الظالمة المفرطة توحشآ وتدميرآ ، الفاعلة المؤثرة المنتجة للظلم والدكتاتورية ، والإرهاب والخراب ، بطريقة ناعمة سلسلة متدرجة متدحرجة ملتفة ، بعد ما أكدوا أنهم محتلون ، وأنهم العراق لا يغادرون ….. ؟؟؟ وكيف نغادر العراق النفطي والإستراتيجي ومخ بلد عقيدة التوحيد الإسلامية الرسالية ، والوعي القرآني الذي دوخنا سنينآ بالعشرات طوالآ ، وأعوامآ تردفه تفكيرآ وتخطيطآ في كيفية إحتلال العراق ، ونحن نخطط من قبل عهد كيسنجر السياسي الماكر وزير الخارجية الأميركية المعسول مذاق خبث لسان وتأميلات الداهية المفتون إحتلالات ….
ولو رجعنا الى عنوان المقال ( نوع ، لون ) لتبادر الى ذهننا أن النوع أكبر وأوسع ، وهذا إستلهام وإستيحاء وإستنتاج تفكير صحيح ، وأنه يشكل ” الوجود ” بالتعبير الفلسفي … ونقصد بالوجود هو وجود الحكم …. ، وألمتبادر الآخر الى الذهن أن اللون هو صفة للنوع الذي هو الأصل ، ونعبر عنه ب” الماهية ” ، وهذا فهم وتقدير ووعي دقيق ملاحظ ….. وفي الفلسفة تصارع قديم مستدام بين الفلاسفة حول من هو الأصل والأساس ” الوجود ” ، أو ” الماهية ” …… وإنتقلت هذه العدوى من الفلسفة الى السياسة ونظم الحكم ونوع الحاكمية ، ولا يدرى هل أن ” نوع الحكم ” هو الأساس والأصل ، أو هو ” لون التسلط ” …… ؟؟؟ !!! وهنا تبرز أهمية الدور المكيافيلي الإعتقاد والتصرف والممارسة ….. والمكيافيلية ، (ومذهب المنفعة ل ‘ وليم جيمس ‘ الفيلسوف الأميركي ) دومآ تبحث وتؤكد وتصر على تحقيق وتحصيل المنفعة والمصلحة لا غير ، لذلك هي أباحت الوسيلة ( مهما يكن نوعها ولونها ) من أجل الوصول الى الغاية ، وهي المنفعة ليس إلا … ولا غير ….
والعراق لما أحتل من قبل الأميركان عام ٢٠٠٣م ، وفرضت عليه الديمقراطية الرأسمالية الأميركية نظام حكم ، بدأت الفوضى تضرب بأطنابها ، وتؤسس لوجودها العابث … ، وتحكم المحتل الأميركي في التعيين في المناصب ، والتوزيع في المواقع ، وبدأ كل مسؤول يجهز ناره لإستواء قرصه ، ومن هذه اللحظة بدأت تباشير الدكتاتورية تبرز خضرة وجود برعم ، وهذا البرعم طبيعته أنه ينمو ويكبر ويسفحل ويتكاثر وينتشر ، ولذلك هو في حاجة الى غذاء ، وهذا الغذاء هو البلطجة …. وهذه البلطجة مادتها القوة والعنف ، والإرهاب والقتل ، والتوعد والتهديد … ، وما الى ذلك من أنواع إجرام وإرهاب ، فيكون حتمآ التسلط المؤدي الى تحصيل المنافع والمصالح …… وتلك هي شيطنة سياسة معاوية بن أبي سفيان الداهية الشرير الأموي ، الذي يقابله ويجاريه تفكيرآ وسلوك ممارسة كيسنحر الأميركي الرأسمالي الربوي …..؟؟؟ !!!
فترى إنتماء وولاء كل سياسي رئيس مسؤول حاكم متسلط ( والحزب كذلك ) ، هو الدكتاتور المتصرف تصرف سلوك ملكية خاصة ( وفقآ وترجمة لمبدأ الملكية الخاصة الذي هو الأساس والأصل في النظام الديمقراطي الرأسمالي ) ، والملكية هنا هي ملكية نهب وسلب ، وسرقات وإستيلاء حمى ، وتحكم وفرض مسؤولية حكم وإستئثار وجود قوة وعنف وسلطان ذات ، وعنفوان وهيل وهيلمان حزب ، ….. وأن أساس كل هذا هو 《 البلطجة 》الفارضة ذاتها عنوان إرهاب وتهديد ووعيد ، وفعل وجود ممارسة حكم وتسلط ، وتشريع وتنفيذ …..
وهذا ما نلاحظه بكل وضوح وإسفار ، وعلانية وتمشدق تفاخر ، في الرئاسات ، والوزارات ، والمحافظات …. فالرئيس ، والوزير ، والمحافظ ، يتمتع بكل صلاحية حكم بلطجة تصرف نفوذ قوة ، وممارسة عنف ، ووسيلة ترغيب من سخاء عطاء وكومشنات وتلطيفات جو حالم متلهف للدولار وتحصيل منصب في تفرعات أجزاء من ضمن المسؤولية … ، وترهيب من خلال العمل الجاد على تكميم الأفواه بكل وسيلة مجرمة وأسلوب عنفوي إرهابي مجرم ، والتلويح بالسجن وقتل حرية التفكير والتعبير والتأشير الى السلبيات والفساد وكل حالات الظلم والتعدي والإجرام التي يقوم بها المسؤول ( في النظام الديمقراطي الأميركي المفروض ، هههههه ) الدكتاتور الحاكم المتسلط الظالم ……
فمواقع الدولة المهمة الأساس من رئاسات ثلاث ، ووزارات متعددات ، ومحافظات معلومات ، كلهن تحت سلطان حكم الدكتاتور المتفرد المتسلط المسؤول … ، 《الرئيس للرئاسات 》 ، و《 الوزير للوزارات 》 ، و《 المحافظ للمحافظات 》 …. والشعب العراقي هو الجمهور المتفرج الذي يدفع ثمن بطاقة الدخول الى المسرح والسينما ليشاهد الفلم السينمائي التراجيدي ، أو المسرحية التراجيدية المطعمة بملهاة ، ليزداد ألمآ وكآبة ، وحرقة وبكاءآ ، وذرف دموع ، على ضياع حقوقه ، ونهب وسرقة ثرواته ……
حسن المياح – البصرة .
Discussion about this post