(هشاشة الانظمة الأستكبارية)
نظام آل سعود أنموذجا.
كانت رسالة الأنبياء تحمل في طياتها النصح الحقيقي للمسكتبرين (أبلغكم رسالات ربي وأنا لكم من الناصحين) فيتم مقابلة هذه النصائح بالإستهجان والإستكبار والإستعلاء فيهجمون على الشخص وليس على النصيحة (انا لنراك في سفاهة وإنا لنظنك من الكاذبين) ما يعكس مدى العلو والفجور الذي يعيشه هؤلاء الظلمة .
بقلم د.يوسف الحاضري
كاتب وباحث في الشئون الدينية والسياسية
abo_raghad20112@hotmail.com
من خطورة النفسية الإستكبارية انها تعمى تمام العمى عن رؤية الحق بل انها تعمى عن رؤية ما يكمن فيها مصلحتها الكاملة فتتجاوزه وتستمر في استعلاءها دون ان تعير الناصحين اي اعتبار واهتمام ولا تريد ان تسمع الا عبارات المديح والتغزل والاطراء والتسبيح بحمدها وهذه نفسية وتستمر في الغرق في هذه الوضعية حتى تقتل نفسها فطالما وجدنا المتكبرين في الارض تكون نهايتهم بأيديهم هم وليس بأيدي الآخرين .
هذا الحالة الاستعلائية تعكس مدى هشاشة هذه النفوس على المستوى الفردي وهشاشتهم على المستوى الجماعي (او السلطوي) فلا يلجأ الى هذه النفسية الا من يجد نقصا حادا في نفسيته فيسعى لان يملأها بمثل هذه التوجهات فتضيق حاله عندما لا يجد من يمتدحه ويطريه ويسبح بمجده بل يسعى غالبا لإنفاق اموالا ليصنع امثال هؤلاء ويرفض تمام الرفض من ينحى غير هذا المنحى كالنصح والتوجيه والمعارضة لاخطاءه فيجن جنونه حتى وان كان الامر بسيطا عاديا وسنسرد امثلة في هذا الجانب عن هؤلاء ولعل أهمها ما حصل في اليومين الماضيين من قيام وزير الإعلام اللبناني الاعلامي الكبير جورج قرداحي بإسداء نصيحة ثمينة جدا للنظام الإستعلائي الاستكباري السعودي ب(أن حربه في اليمن وبعد العام السابع هي حربا عبثية ستضره اكثر مما ستفيده ) فهل في هذه النصيحة ما هو مؤلم لهذا النظام ؟
لقد تعود هذا النظام السعودي الهش على ان يسبح العرب جميعا حكاما وعلماء وشعوبا بحمده ويمجدونه اناء الليل واطراف النهار فوجد نفسه مستعليا عليهم ومهيمنا فاصبح من الغريب جدا بل من المحرمات ان تسدى له نصيحة من منظور استحقارهم واستنقاصهم رغم انه لا شيء في نظر الدول الغربية كامريكا والصين وروسيا وغيرها ولعل في توصيف رئيس امريكا السابق لأعلى هرم في هذا النظام بالبقرة الحلوب دليلا قاطعا على هوان وهشاشة هؤلاء الذين فقط يجدون محور استعلائهم على الاوطان العربية وابناءهم والا كنا سنجدهم يثورون ساخطون في وجه ترامب ويستدعون سفير امريكا في الرياض بل يطردونه ويسحبون سفيرتهم في واشنطن ويحركون كل ادواتهم المنتشرة هنا وهناك كرابطة علماء العالم الاسلامي (الصهيوني) وكالجامعة العربية (العبرية) وكالانظمة العربية الخانعة لها بان تستنكر هذا التصريح وان يتم تشكيل ضغطا هائلا ضد هذا الرئيس وان يتم استخدام الورقة الاقتصادية البترول في سبيل إلجام هذا الرئيس الذي أهان من يسمى (خادم الحرمين الشريفين) بأسلوب لا مثيل له على الإطلاق وان يكون كل هذا التحرك بما يعكس مدى قوتهم وصلابتهم والادوات القوية التي تعكس هذه القوة ولا يخففوا من حدة هذا التحرك الا بعد ان يعتذر وينكسر الرئيس الامريكي امامه وهو صاغر غير ان هذا الشيء لم يحدث ولم يحصل على الاطلاق ما يعكس مدى هشاشتهم وهوانهم وتفاهتهم امام الأمريكي الهش بذاته وفي الاساس بل وجدنا عنتريتهم وتشنجهم واستعراضهم لعضلاتهم (الوهمية) امام الرجل البطل الناصح الامين لهم المتمثل في وزير اعلام لبنان فحركوا كل هذه الادوات لتستهجن وحركوا عشرات الآلاف من الذباب الإلكتروني في وسائل التواصل والاعلام بخبثهم ودناءتهم ليهجموا على شخص وشخصية هذا الرجل وحركوا انظمة بعض الدول الخانعة لها لتستهجن الوضع وايضا حركوا منظمات اسلامية وعربية في نفس التحرك واوقفوا مصالح دولة لبنان باسرها واغلاق قنوات تابعة وغيرها من اجراءات لا لشيء الا لانه قال كلمة حق وبشكل نصيحة وليس هجوم , فأليس هذا كله يعكس مدى هشاشة هذا النظام وصعفهم وكرتونيته وانه أوهن من بيت العنكبوت وإلا ماكان ان يتأثر بأي هجوم عليه علوا ان يتاثر بنصيحة أمين له !!
وبالمقابل نجد نموذجا للدولة القوية الصلبة التي لا تهتز امام اي باطل سواء كان عسكريا او اقتصاديا او سياسيا او اعلاميا او غيرها والمتمثل في الجمهورية اليمنية (بجانبها الحقيقي المتمثل في صنعاء وليس في المرتزقة) فهذه دولة رغم الحروب العسكرية لمدة سبع سنوات والحصار والحرب السياسية والاقتصادية والناعمة والباردة والاعلامية الا انها تصبح اقوى واصلب ولا تعيرهم ادنى اهتمام بل تواجههم بقوة الحق ونور الايمان رغم مئات التصاريح ضدها من قبل اعلى هيئة في الارض المتمثل في الامم المتحدة ومجلس الامن وغيرها والتصريحات الدورية لرؤساء امريكا الثلاثة الذين تعاقبوا على العدوان على اليمن ووزراء خارجيتهم ودفاعاتهم ومبعوثيهم وحكام بريطانيا وفرنسا والخليج ووزراءهم وغيرهم من دول ومنظمات عربية واسلامية وغيرهم من وزراء ومع ذلك كل هذه وضعت تحت اقدامنا ونحن نتحرك في مسيرة تحررنا واستقلالنا ضاربين بها وبهم عرض الحائط فازددنا قوة واباء غير قابلين بأي اهانات تطال اليمن ورموزه وشعبه بل والدول العربية والاسلامية بل نستمر في رفع شعار العزة والكرامة بالموت لامريكا والموت لاسرائيل فهل أدركتم أين يكمن القوة واين تكمن الهشاشة وكيف سيكون مصيرهما النهائي !
#د_يوسف_الحاضري
Discussion about this post