أوقفوا الفجور فتدابير الخنق السعودي عمرها سنوات
غالب قنديل
لا يفك خيط عن خيط في دوائر القرار السعودي خارج المشيئة الأميركية والأوامر الصادرة من واشنطن ومن مستويات دنيا طالما استدرت المليارات إلى اكثر من وجهة في العالم ولعل كلمات دونالد ترامب كانت الأصدق والأدق في توصيف هذه الحقيقة.
أولا إن “مكرمات” المملكة ومساعداتها لأي دولة في الشرق العربي وشمال أفريقيا بل وفي بلدان بعيدة تحركها المشيئة الأميركية وخطط واشنطن وسياساتها ودائما نظر الرؤساء الأميركيون ومعاونوهم إلى الرياض بوصفها صندوق التمويل الجاهز لتنفيذ اوامر الدفع في أي مكان على سطح الكرة الأرضية وما نطق به دونالد ترامب ذات يوم كان الأصدق والأدق في توصيف الاستعلاء الأميركي وما أعقب كلامه كان كاشفا لدرجة الانصياع السعودي للمشيئة الأميركية.
تفاخر الرياض بارتباطها وولائها لواشنطن رغم ما في العنجهية الأميركية من امتهان وإذلال واستعلاء يثير حفيظة أي عربي بغض النظر عن موقفه من الحكم السعودي لكن ترامب أسهم في تظهير الصورة الفاقعة المشينة لارتهان خطير وخضوع ذليل يسقط جميع أقنعة الادعاء والدجل والتشوف عند استضعاف بلد شقيق كلبنان او اليمن أوعند المساهمة في التآمر على سورية بالأمر الأميركي فالتحولات في السياسة السعودية كانت دوما على ايقاع المشيئة الأميركية وحتى العلاقات بين الرياض والدول الأوروبية كانت على الدوام مشروطة بإجازة اميركية مسبقة.
ثانيا يتجاوز الخطاب السعودي المتشوف اتجاه لبنان حقيقة ساطعة وهي دور جيش جرار من العمال المهرة والمهندسين والخبراء المصرفيين والصناعيين والمدراء اللبنانيين منذ عشرات السنين في عمران شبه الجزيرة وقطاعاتها الصناعية والزراعية والتجارية والعقارية والمصرفية وغيرها من وجوه الحياة الاقتصادية المالية والعمرانية.
البصمات اللبنانية معروفة لا يمكن طمسها او تجاوزها وعلى المسؤولين السعوديين الذين تغنوا من سنوات بخطب الأخوة أن يقدموا اليوم اثباتا رقميا لادعاءاتهم وقد توقع الكثير من اللبنانيين العاديين والسياسيين أن تثور النخوة الأخوية في زمن الاختناق الذي نجتازه فمع انطلاق العقوبات الأميركية انكمشت العلاقات الاقتصادية السعودية اللبنانية وبغض النظر عن أي شكوى من الإعلام اللبناني الذي تملك فيه المملكة خيوط تشغيل وتحريك خفية وظاهرة مهما تذاكى بعض الزملاء ممن نعرف الكثير عن ارتباطاتهم وارتهانهم بالمملكة أفرادا ومؤسسات وصناديق وجهات مكتومة وراء الستائر.
ثالثا قدر البلدان العربية هو التكتل والتعاون والاحترام المتبادل وهذه هو مضمون التواصل المنشود بين جميع أعضاء الأسرة العربية ولبنان لم يبخل يوما بأي جهد او مساهمة في مجال التقريب بين الأشقاء ومد جسور الحوار وترسيخ المشتركات بالحد الأدنى الممكن وبعيدا عن المبالغات الكلامية
إن احتواء هذه الأزمة لا ينبغي أن يمر على حساب الكرامة الوطنية والكرامة الشخصية لوزير لبناني شريف ورمز ثقافي وإعلامي وطني وعربي نعتز به وعلى جميع المعنيين ان يتخففوا من دونية الاستجداء والتسول ويتحرروا من عقد النقص وسلوكيات الاسترضاء ومن يمثل بلد المقاومة يملك من القوة والحصانة ما يبقيه مرفوع الرأس باعتزاز في أي محفل عربي او دولي وفي العلاقات الثنائية والجمعية .. كل التحية ختاما للوزير الشجاع والإعلامي المقاوم الذي يشرف شعبه ووطنه جورج قرداحي.
Discussion about this post