البداية والعنوان : نهوض شعب في ظل هيمنة الفساد ..!!؟؟ اسمحوا لنا أن نفش خلقنا ، وتحملونا كما نتحملكم ، فهذا كل ما لدينا مقابل الكثير لديكم ، إنها الكلمة وصف الكلمات والبناء عليها أفكار لتصل لمن عليهم الإصغاء إليها ، قبل أن يفوتنا القطار ..!! .
لذلك علينا أن نتكلم من الواقع الذي نعيشه اليوم وكل يوم منذ بدايات الأزمة السورية ومن قبلها تراكمات الأخطاء وتعددها وتجاوزها دون وضع الحلول لها ، إنه الواقع بأحمال أثقاله الثقيلة علينا جميعا بتنوعها في مفاصل حياتنا ، فكل ما نحتاحه اليوم هو ثورة ذهنية لعصف فكري يحررنا من أغلالنا التي صدأة . فللأسف ..!! ، عندما كنا في بداية الأزمة السورية نقول للجميع سوريا في خطر كان لا أحد يبالي ، بل حتى ليس متفرغا ليفكر بما نقول ، فطيب العيش الذي يعيشه لايسمح له بوقفة مع الواقع والحقيقة التي لا يصدقها ، وكل ما توصلنا إليه اليوم هي تلك الذهنية لعقول متحجرة ، لم تتعلم من كل الازمة وسنواتها العشرة العجاف ، وقوافل شهداء الوطن وجرحاه وكل ما دمر فيه .. ، والحرب الخاصة التي كانت تمارسها المؤسسات الوطنية بانظمتها وقوانينها الجامدة ومن يقف وراء إضعافها والهيمنة عليها ، في ظل تسارع في بناء وارتقاء الأمم والشعوب وهي تقف متفرجة غير مبالية باسم الانظمة والقوانين والالتزام بها ، ومنافذ تبقى لحماية وتحقيق المصالح الخاصة على حساب الوطن واستثمار شعبه ، ليبقى الشعب وحده في حالة من السكر بدون ان يشرب حتى الماء .
وها نحن الآن نعاني من المشاكل المتفاقمة والتي عادت لتتراكم على حساب الوطن ومؤسساته التي بنيناها خلال عقود من النضال والجدية ، واليوم نخونها حين نهملها ونتخلى عن صونها وحمايتها ..!! فنحن اليوم نواجه البلاء الأعظم من صفر تعليم في ظل تنامي التعليم الخاص وتراجع التعليم العام ، والاخطر محاولة تدمير التعليم العام لحساب الابقاء على الخاص ، والملفت للنظر من يملك مؤسسات التعليم الخاص ، والوطن يعلم بهم ومن هم جميعا ، فهم ابناء مؤسساتنا الوطنية والحزبية السياسية وشركائهم من القطاع الخاص والعام والمشترك ، الذي اصبح اليوم هو بوابات الاستثمار بشعبنا عبر ابنائه وحاجاتهم العلمية والملايين التي تدفع وتتعدد مصادرها ..!!؟ ، وهو ما افسد الآخرين في كل المواقع ليصبح الفساد شريعة الغاب في الوطن وسياسته التي تتحكم في مفاصله ، والذي أكثر ما نحتاجه اليوم هو اطلاق حملة مكافحته تحت شعار لابد من رفعه والارتقاء به من أين لك هذا .. من جديد ونحييه ..!!؟؟ .
والملفت أيضا واقع الصفر خدمات ..!! فلا رقابة على الشارع الوطني ومؤسساته واسواقه ومشاريعه ، ففوضى الأسعار التي تبتز دم المواطن وجهده وتعبه لا رقيب عليها ولا حسيب ، وخدمات المؤسسات الوطنية المتهالكة والتي يتحكم في مفاصلها شبكات الفساد والمرتشين وأولها النقل الداخلي الذي أنهك المواطن واتعبه ولا تصنع له الحلول رغم بساطتها من احترام المواطن وركوبه الباصات والميكرو والتكسي وضرورة عودة السرفيس ، والاهم فرض بدل خدماتها وحمايتها ، بالتوازي مع مؤسسات الوطن ومحاولة إضعافها وإفشالها ، فلارقابة ولا متابعة ولا محاسبة ولا حسيب ، بل فوضى عارمة تغزونا في كل مكان .
أما الأخطر ، فهو الصفر معيشة فراتب الفئة الاولى وهو الراتب الاول والأعلى والخاص بحملة الشهادات العليا والمتخصصون والذين هم أساس بناء الاوطان وتقدمها ، لا يطعم اسرة لايام فقط لا تتجاوز عدد اصابع اليد الواحدة ، ما يدفع البعض للتخلي عن كل المبادىء لجمع المال في ظل الظروف المعيشية المهولة ، حتى بات معظم هؤلاء يعملون بما لا نستطيع ذكره من الاعمال المهينة بحق ما تعلموه وحملوا شهادات به ، وأمثالهم بالخارج يحترمون ويقدم لهم الإغراءات مما لا يوصف ولا يعد ، والكل يسمع ورأى ما صنعوه حين فتحت لهم بوابات الاعمال فكانوا صناع الإبداع في كل مكان عربيا وعالميا يشهد لهم كسوريين ، صناع الحضارات .
أما أمراء الحرب الذين يسرحون ويمرحون من المرتزقة والبلطجية واللصوص والفاسدين من دواعش الداخلاولا والخارج ثانيا والذين لا يحللون ولا يحرمون ، وهم يعيشون ملذاتهم على حساب استثمار ازمات شعبهم والإمعان والإصرار عليها ، حتى رغيف الخبز الخط الاحمر ..!! ما احترموه ولا صانوه باسم المنطق الذي يتفلسفون فيه تحت مظلة متطلبات الواقع والظروف ، واجتهادات الحلول العقيمة ، فالردود جاهزة ولكنها غير مهضومة ولا مقبولة .
ما أريد أن أقوله بعد اختصار اختصرته بشرح أبسط الامور التي نعانيها ، والتي نوهت إليها : أننا نحن وبحق بحاجة إلى ثورة ذهنية أكثر من أي شيء آخر اليوم ، فقط العصف الفكري والشحن الذهني هو كل ما نحتاجه للخروج من عنق الزجاجة وكسر القيود التي تخنقنا ، فنحن قادرون على المشاركة وإطلاق الحلول لكل الأزمة ، فليس من حق طرف كان احتكار القرار الوطني وجعله قراره وحده ، فوحدها التشاركية التي نادى بها السيد الرئيس بشار الاسد هي القرار وهي الكفيلة بالحل بل الحلول لكل أزمتنا اليوم .
د.سليم الخراط
دمشق اليوم
Discussion about this post