شهدت الحدود اللبنانية الإسرائيلية، الأربعاء، توترا كبيرا بعد إطلاق صواريخ من جنوب لبنان باتجاه إسرائيل، سقط أحدها في حيفا، لتكون هذه المرة الثالثة التي يتكرر فيها إطلاق الصواريخ في غضون أسبوع.
ويأتي إطلاق الصواريخ من الأراضي اللبنانية، التي لا تزال الجهة المسؤولة عنها غير معروفة، باتجاه إسرائيل، ردا على تصعيد العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد قطاع غزة، واستمرار العنف هناك بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية منذ العاشر من مايو.
وأُُطلقت الأربعاء في تمام الساعة الرابعة عصرا 4 صواريخ من منطقة حرجية، التي تقع بين بلدتي قانا وصديقين في ساحل قضاء صور، باتجاه شمال إسرائيل.
ونجم عن تلك الصواريخ، من نوع غراد، دوي هائل وسحب دخانية في المنطقة، وقد سقط أحدها في حيفا شمالي إسرائيل، بينما سقطت الأخرى في البحر.
وقال شهود عيان لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن الجيش الإسرائيلي رد بإطلاق قذائف مدفعية على منطقة إطلاق الصواريخ من موقع له على الحدود، سقطت في منطقة حرجية في خراج بلدة صديقين، دون وقوع إصابات.
وأفادت معلومات بأن الهدوء عاد إلى المنطقة، بعد أن شهد توترا بين سكانها.
وعثر الجيش اللبناني في وقت لاحق، الأربعاء، على الحدود مع إسرائيل، على صاروخ معد للإطلاق باتجاه إسرائيل.
وكانت هذه المرة الثالثة التي تطلق فيها صواريخ من لبنان منذ اندلاع العنف بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة في العاشر من مايو أيار.
وأُطلقت الاثنين الماضي 6 صواريخ من تلال كفرشوبا في القطاع الشرقي للحدود اللبنانية مع مزارع شبعا، على شمال إسرائيل، لكنها سقطت داخل الحدود اللبنانية. وردت إسرائيل بإطلاق نيران المدفعية باتجاه الأراضي اللبنانية.
وكانت 3 صواريخ قد أُطلقت أيضا على شمال إسرائيل الخميس الماضي، سقطت في البحر المتوسط ولم تسبب أضرارا أو إصابات.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، إنه “تم إطلاق 4 صواريخ من داخل لبنان باتجاه إسرائيل، حيث اعترضت الدفاعات الجوية صاروخا واحدا بينما سقط صاروخ آخر في منطقة مفتوحة واثنين في البحر”، معلنا أنه “ردا على ذلك قصفت مدفعية جيش الدفاع عدة أهداف داخل الأراضي اللبنانية”.
كما ذكرت “القناة 12” الإسرائيلية أن “الجيش أطلق قذائف مدفعية على أطراف بلدة صديقين الجنوبية، التي يُشتبه بإٕطلاق الصواريخ منها”.
وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن “إلغاء جلسة الكابينت، وبدلا عنها سيعقد رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو مداولات مع مسؤولين كبار في المؤسسة الأمنية”، بشأن الأحداث الحدودية.
جدير بالذكر أن بعض المنظمات الفلسطينية التي تأخذ من العديد من المواقع داخل الأراضي اللبنانية مراكز مسلحة لها، أبقت على امتلاكها للصواريخ، ومن بينها صواريخ غراد الروسية التي كانت تتسلح بها منظمة التحرير الفلسطينية وحركة فتح في الثمانينيات، وبقيت خارجة عن سيطرة الدولة اللبنانية.
وبقيت العديد من المراكز التي تحتوي على الصواريخ، ومن بينها القريبة من منطقة الشويفات المطلة على مطار رفيق الحريري الدولي، وأخرى قريبة من الحدود السورية في منطقة كفرزبد اللبنانية شرق البقاع.
يذكر أن صواريخ غراد من صناعة روسيا، وكانت بداية إنتاجها في الخمسينيات، وهي غير دقيقة ويصل مداها إلى 25 كلم، ويمكن زيادة مداها كيلومترات إضافية.
ويتواصل التصعيد الإسرائيلي على قطاع غزة منذ العاشر من مايو الجاري، متسببا في مقتل 219 شخصا، من بينهم 63 طفلا، و36 امرأة، و16 مسنا، ونحو 1600 مصابا بجروح مختلفة، بالإضافة إلى تدمير ممتلكات والبنى التحتية في مختلف مناطق القطاع.
Discussion about this post