نشرت منظمة حظر الأسلحة الكيميائية وثيقة تثير تساؤلات بشأن رواية الغرب حول حادثة التسميم المزعوم للمعارض الروسي أليكسي نافالني.
وأرفقت المنظمة على موقعها الرسمي مسودة تقريرها الخاص بتطبيق معاهدة حظر تطوير وإنتاج وتخزين واستخدام الأسلحة الكيميائية وتدميرها في عام 2020 وعرضت هذه الوثيقة في الدورة الـ 97 للمجلس التنفيذي للمنظمة التي جرت من الـ 6 إلى الـ 9 من تموز الجاري وورد في هذه الوثيقة في صفحتها العاشرة أن الأمانة العامة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية أوفدت في الـ 20 من آب 2020 بطلب من ألمانيا فريقاً للقيام بزيارة خاصة لتقديم المساعدة التقنية وذلك بمناسبة حادثة تسميم مزعومة لمواطن روسي.
وأشارت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إلى أن هذه الوثيقة تثير تساؤلات ملموسة من حيث التسلسل الزمني للأحداث وتفند رواية الغرب مذكرة بأن نافالني غادر مدينة تومسك في منطقة سيبيريا صباح الـ 20 من آب وفي الساعة الـ 9 صباحاً نفذت طائرته هبوطاً طارئاً في مدينة أومسك بسبب تدهور صحته على متنها وبعد يومين فقط في الـ 22 من آب نقل نافالني إلى برلين بموافقة من السلطات الروسية.
وأوضحت زاخاروفا أن هذه الوثيقة تعني أن فريق منظمة حظر الأسلحة الكيميائية كان قد أوفد لتقديم المساعدة التقنية في الوقت الذي كان فيه نافالني في طريقه من تومسك إلى أومسك وأعارت اهتماماً خاصاً إلى أن إعداد طلب من دولة إلى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية لتقديم المساعدة يحتاج بعض الوقت أيضاً وكان من اللازم أن تكون لدى ألمانيا أدلة للخلوص إلى استنتاجات أولية لتبرير هذا الطلب.
وتابعت زاخاروفا: مع الأخذ بعين الاعتبار أن الفريق تم إيفاده في الـ 20 من آب وكان من اللازم أن يأتي هذا الطلب قبل هذا التاريخ ما يعني أنه وجه قبل مغادرة نافالني فندقه إلى المطار وحتى إذا نظرنا إلى السيناريو الأكثر خيالية كان يجب على برلين تقديم الطلب إلى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية كي توفد فريقها في نفس اليوم أي قبل أن يستيقظ نافالني من النوم في الـ 20 من آب.
وشددت زاخاروفا على أن التفسير الوحيد لهذا الأمر يقضي بأن هذه القضية “مدبرة مع التخطيط المسبق”.
وكشفت المتحدثة الروسية أن الدبلوماسيين الروس المشاركين في جلسة منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بخصوص هذا التقرير تقدموا بحضور مندوبي الدول الأعضاء في المنظمة إلى المدير العام للأمانة العامة للمنظمة بسؤال عن هذا التناقض لكنه امتنع عن الرد والتزم الصمت بدلاً عن ذلك.
وتابعت زاخاروفا: إن مندوبة ألمانيا لدى المنظمة تدخلت حينئذ في الموضوع وزعمت أن الحديث يدور عن خطأ في الوثيقة لم يتم إصلاحه غير أن المدير العام للأمانة التزم الصمت مجدداً ولم يؤيد صحة هذه الادعاءات ثم ربطت المندوبة الألمانية وفق زاخاروفا قرار منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بالبيان المشترك الذي صدر عن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في أعقاب اجتماع جرى بينهما في قلعة بريغانسون في الـ 20 من آب حيث أعربا عن استعدادهما لتقديم المساعدات الطبية إلى نافالني.
وقالت زاخاروفا: “يبدو أن مسؤولي منظمة حظر الأسلحة الكيميائية كانوا يشاهدون التلفزيون في هذه اللحظة ورأوا في اقتراح ميركل نداء للتحرك لتشكيل الفريق فوراً فهل سيواصلون محاولاتهم لإقناعنا بصحة هذه الأكاذيب”.
Discussion about this post