هل سينجح العراق في الحد من المال السياسي ؟

د. مصطفى الصبيحي

الانتخابات المحلية ” مجالس المحافظات” في العراق، باتت على الأبواب، الأمر الذي دفع المفوضية العليا المستقلة للإنتخابات، لوضع حدود بشأن الإنفاق الانتخابي وخاصة ” المال السياسي” الذي يستخدمه المرشحين لاستمالة الناخبين والتأثير على اختياراتهم.

ولكن هذا لن يكفي لأنه وبالرغم من تلك المساعي، جميعنا يعرف أن الانتخابات في العراق لابد وأن تشهدها تجاوزات وخروقات كبيرة، ولكن نحن نعول على الثقافة الشعبية والحس الوطني لدى المواطن الذي يفترض أنه عانى الكثير خلال السنوات الماضية بسبب الاختيارات الخاطئة.. فالعراقيون اليوم بحاجة الى قيادات وطنية شريفة ونزيهة هدفها الأول والأخير المصلحة العامة، وليست المصالح الشخصية والمكاسب.

ان المفوضية وضعت الحد الأعلى للإنفاق الانتخابي للمرشّح يكون من مبلغ قدره 250 دينارا مضروبا بعدد الناخبين في الدائرة الانتخابية المرشح عنها شروط نجاح خطوة المفوضية، وهذا بالتأكيد لن يكون مطبقاً على أرض الواقع في ظل منافسة حامية متوقّعة بين الكيانات السياسية حول مناصب المحافظات في الانتخابات المرتقبة ايلول / ديسمبر المقبل .. لذا فإن المفوضية يجب تعمل جنباً الى جنب بالتثقيف والتوعية الشعبية مع الشروط التي وضعتها لضمان انتخابات “نزيهة ” نوعاً ما

رسالتي لأبناء الشعب العراقي .. العراق لن ينهض من جديد الا بحسكم ووعيكم الوطني، فالإختيار الصحيح مسؤوليتكم أمام الله أولاً ، ولكي نتجاوز كل المشاكل والتحديات التي سندفع ضريبتها مستقبلاً نتيجة اختياراتنا .. وحتى لا نلوم نجلد أنفسنا لاحقنا ونضع باللوم على المسؤولين الذين أحضرتموهم بأنفسكم الى مناصب لا يستحقونها ..