حديث الإثنين:
تساؤلات حول بقاء دولة بني سعود الثالثة
احمد ناصر الشريف
صحيفة 26سبتمبر العدد 2293
16كانون2/يناير 2023
أستفسر مني بعض المتابعين لمقالي الأسبوعي : حديث الاثنين والذين يقومون بتعميمه في المواقع والمجموعات عقب نشره حول سر بقاء الدولة السعودية الحالية وصمودهاهذه الفترة الطويلة وتوسعها بعكس الدولتين السابقتين اللتين أقيمتا في الدرعية والعارض (الرياض) حاليا حيث سقطت الأولى على يد والي مصر محمد علي باشا بتوجيهات من الحاكم العثماني في إسطنبول وسقطت الثانية على أيدي أنساب بني سعود آل الرشيد وكان لزوجة بن عجلان المدعوة نورة أخت عبد العزيز بن عبد الرحمن دور في إسقاط دولة آل الرشيد ليستعيدها بني سعود مرة ثالثة ، وقد كان الملك عبد العزيز يتفاخر بما قامت به أخته نورة من دور حيث كل ما ضاق به أمر يقول : أنا أخو نورة ، بعد أن ثبتت بريطانيا الدولة السعودية على اراضي نجد والحجاز والمخلاف السليماني الذي كان يحكمه الأدارسة يوم 23 سبتمبر عام 1932 م ونصبت الطاغية عبدالعزيز ملكا عليها أستقدم عبد العزيز مستشارين من عدد من الدول العربية الى جانب البريطانيين وقالوا له : اذا اردت ان تحافظ على ملكك فما عليك إلا أن تفتح باب التجنيس للباحثين عن مصلحتهم في بلدك لا سيما لمن يتبقى من الحجاج سنويا من الأسيويين والأفارقة وقرب الكفاءات منهم لخدمتك وقم بنقل من لهم تأثير من شيوخ القبائل في مناطقهم الى مناطق أخرى ليس لهم فيها انصار ومؤيدون .
وفعلا فقد عمل الطاغية عبد العزيز بهذه النصيحة حرفيا ، ومن يتأمل في كبار المستشارين المحيطين بالأسرة الحاكمة السعودية سواء كانوا مسؤولين أوتجارا أو مثقفين أوإعلاميين سيجد أن اصولهم من خارج نجد والحجاز ومازالت هذه السياسة متبعة حتى اليوم بينما ينظر للسكان الأصليين من أبناء نجد والحجاز على أنهم يشكلون خطرا على منظومة الحكم السعودي فاستبعدوهم من مصادر القرار بل والغوا هويتهم الوطنية ونسبت ارض نجد والحجاز الى أسرة آل سعود وسميت باسمهم ليصبح ما يعرف بالشعب السعودي اليوم هو الشعب الوحيد في العالم الذي ينتسب الى أسرة تحكمه وربطت تاريخه بتاريخها منذ تسعون عاما ، وما يحدث حاليا من إزالة للمباني الأثرية في جدة ومكة المكرمة والمدينة المنورة إلا شاهدا حيا لمحو الماضي وربط كل شيء بأسرة آل سعود ، لكن يبدو أن هناك حاليا بعد صعود المهفوف محمد بن سلمان الى واجهة الحكم والذي يطمح أن يكون ملكا بدلا عن والده سلمان خاصة بعد أن جمع بين ولاية العهد ورئاسة الحكومة – وعيا حذرا – لدى ابناء نجد والحجاز بدأ يتشكل على استحياء في ظل ضغط الحكم عليهم وتكميم افواههم خصوصا بعد الاعتقالات التي تمت لعدد من الأمراء ورجال الأعمال ووزراء حاليين وسابقين وإيداعهم السجون والحجر على اموالهم بتوجيهات الادارة الأمريكية ، وما يجري من هروب للجيش السعودي اثناء المواجهات مع الجيش اليمني واللجان الشعبية رغم ما يمتلكه من سلاح حديث وإنفاق مادي عليه قل أن نجد له نظيرا في جيوش العالم إلا دليل على عدم قناعة منتسبي الجيش السعودي بهذه الحرب العبثية لأن هدفها أولا وأخيرا تصعيد المهفوف محمد بن سلمان الى كرسي السلطة ليكون ملكا خلفا لوالده المجرم سلمان ، ولأن النظام السعودي يدرك هذه الحقيقة جيدا فقد استقدم المرتزقة الأجانب ليدافعوا عنه ويقاتلوا بالنيابة عن جيشه الذي لا يثق فيه مطلقا وهنا اتذكر ما قاله المعارض السعودي ناصر السعيد مؤلف كتاب : تاريخ آل سعود .. الممنوع تداوله في الدول العربية والاسلامية – لأنه يكشف حقيقة تاريخ هذه الأسرة الخبيثة التي تنتمي إلى أصول يهودية منذ قدم مؤسسها مردخاي من البصرة في العراق الى نجد قبل اكثر من مائتي وخمسين عاما – حول تعامل هذه الأسرة مع أبناء شعب نجد والحجاز والتآمر على اليمن والعرب حيث يقول في مقدمة الكتاب الذي صدر عام 1982م من القرن الماضي وكأنه يتحدث اليوم : (… ما تقوم به السعودية من تقطيع لأيدي وأرجل أبناء الشعب بحجة أنهم لصوص بينما آل سعود هم اللصوص … وجلد ورجم أبناء الشعب في الطرقات العامة بحجة أنهم زناة وهم آل سعود أنفسهم الزناة … وفتح أسواق تجارية للرقيق الذي بلغ تعداده 600 ألف في الجزيرة العربية معظمهم من العرب وشعوب آسيا وأفريقيا وشعوب البلاد الإسلامية التي يتاجر آل سعود باسمها دينيا ونهب أموال الشعب وإرهاب الشعب وإطلاق إسم أسرتهم على الشعب وارض الشعب ، وإعلان حالة الطوارئ الدائمة ليلا ونهارا منذ بداية الاحتلال السعودي لجزيرة العرب حّتى الآن ، وتحطيم معنويات الشعب وإباحة مقدساته وحرماته وأرضه وأعراضه والتآمر ضد كل تقدم عربي وأينما كان ، ومقاتلة كل حر أو إغتياله ، ومنع الحجاج العرب والمسلمين ما لم يدفعوا أموالا طائلة كضريبة لآل سعود واستغلال الحج في عقد مؤتمرات معادية للعرب متآمرة على الحريات والتحرر والأنظمة التقدمية ، إضافة إلى ما يرتكبه آل سعود الآن في حق شعب اليمن ، وما برح أعداء التقدم آل سعود يعملون يداً واحدة مع أعدائنا الامريكان والانكليز و” إسرائيل ” لدفن شعبنا حيا في اجداث الفقر والجهل والمرض والتأخر والموت البطيء … كل ذلك للمحافظة على مفاسد وجهالات ومصالح آل سعود واسرائيل والأمريكان والانكليز المشتركة في أرضنا ، وما سيكشفه هذا التاريخ قد يضئ الطريق ليدل على أن آل سعود لا يتورعون في ارتكاب أي رذيلة إنما باسم الفضيلة يرتكبون الرذائل سواء كانت سياسية أو أخلاقية … والشئ من معدنه لا يستغرب )
وكلما ضاق الخناق على النظام السعودي من قبل رجال الرجال ابناء الجيش اليمني واللجان الشعبية صعد النظام السعودي من حملاته الاعلامية المغرضة والمضللة ضد اليمن وشعبه العظيم بهدف قلب الحقائق وتضليل الرأي العام العالمي بل والضحك على ابناء شعب نجد والحجاز المغيبين عن واقعهم تماما خاصة بعد ان دخلت اسراب الطائرات المسيرة وصواريخ كروز والمجنحة على خط المواجهة لتدك اهدافا منتقاة بعناية في العمق السعودي مستخدما ما يريد من قاموس البذاءة والشتائم والافتراءات والأكاذيب التي لا يصدقها عقل ولا يستسيغها منطق ، غير مدرك هذا النظام الأرعن أن حملات امبراطوريته الإعلامية التي ينفق عليها مليارات الدولارات لن تزيد الشعب اليمني إلا صمودا وصلابة في مواجهة عدوانه ومن تحالف معه ضد اليمن وإفشال كل مخططات التآمر والعداوة التاريخية التي اختزنها النظام السعودي منذ أمد بعيد لتركيع الشعب اليمني ومحاربة انطلاقته على درب التقدم والنهوض وتحرير قراره السياسي من الوصاية الخارجية بدليل محاولته البائسة للتقليل من شأن وقدرات اليمنيين العلمية والعسكرية حيث يزعم ان الطيران المسير المصنع محليا وتطوير القدرات الصاروخية هي أسلحة ايرانية وكأنه يحارب اليمنيين بأفكار بن تيمية وبن عبد الوهاب لإدخالهم الاسلام من جديد بعد أن عمل على تكفيرهم وحولهم على حد زعمه الى روافض ومجوس .
Discussion about this post