نحن اليوم نواجه حرب كونية أو يالطا جديدة، فنحن امام احداث ليست بالاحداث الممكن السيطرة عليها ببساطة او قوة، فنحن نتوجه نحو حرب كونية عالمية ستطال الاخضر واليابس اذا ما حصلت، او ستخرج بفرز اقطابها الجدد اليوم على العالم بفرضهم اتفاقية يالطا الجديدة بعد سبعون عاما مضت لتطلق معدلة المضمون، فالاقطاب الصاعدة تعددت وان كانت قلة، لكن شركاء هذه الاقطاب هم القوة المكملة لصعود الاقطاب الجديدة في مواجهة وتحدي وجودي عالمي سيكون بداية ولادة قيصرية لعالم جديد ..
حيث سيتم توزيع المصالح والنفوذ ضمن احلاف قد لا تتجاوز الحلفين بمواجهة حلف الناتو في مقابل قوة تشبه وارسو كحلف والصراع سيعود باردا لتثبيت سياسة عالمية اقصادية ومالية تكون بداية لانطلاقة عالم جديد، يعيش وفق القوى المتعددة وليس القوة الواحدة المحتكرة للنفوذ والمصالح والمالكة والمسيسة لكل امر عالمي بما يخدم مصالحها واستمرار نفوذها ..والبداية من روسيا الاتحادية في المواجهة المباشرة والصين تفرض القادم استراتيجيا بقوتها المتعاظمة اقتصاديا وعسكريا ..!! .
أميركا وأوروبا المنهارة اليوم تحتاج إعادة تأهيل واصلاح في العلاقات ضمن الشركاء في حلف الناتو، والتي لطالما فرضتها الولايات المتحدة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية حين خرجت على العالم باتفاق توافقي ملزم في ان تكون الشرطي الدولي الاول، وان تكون رأس الاقتصاد العالمي بفرضها الدولار الأميركي ليكون عملة التداول في كل الصفقات والأعمال بحجتها الواهية انها تغطي الدولار بالذهب ..!! .
الحقيقة الساطعة اليوم عالميا هو ان ما قبل الحرب الروسية الاوكرانية سيكون غير ما بعدها ..!! فإعادة تنفيذ استراتيجية توزيع المصالح والنفوذ والتقسيمات في الخليج العربي وفي الشرق الاوسط والعالم اجمع يتم طبخه بحرب ميدانية لا تزال مفتوحة على كل الاحتمالات ما لم يتم التوافق اليوم فنحن في مواجهة إعادة تموضع الأميركي عالميا وفي منطقة الشرق الاوسط خاصة، ونشهد حضوره في الأردن المتمثل بقاعدته الكبيرة في منطقة التنف التي تتطور بسرعة لتكون الى جانب قواعده المتعددة في المنطقة .
إذا نحن لا نداور ولم نتجاهل أن يالطا جديدة يتم تنفيذها لصالح النفوذ والمصالح الروسية وحليفتها الصين العملاق الاقتصادي، ولكن الأميركي سيبقى له مصالح وبالتالي لازال يتواجد وسيكون بتموضعات على الخارطة الجديدة للعالم في تقاسم النفوذ والمصالح من خلال فرض المشاركات والتحالفات ..!!..
لذلك مازلت ارى انه لا ولن نصل او تكون هناك حرب نووية بالقريب حاليا، بل هناك خطة استيعاب للأحداث والحروب القائمة في أكثر من مكان في العالم، أهمها اليوم أولا وليس ثانيا هي القضية الفلسطينية التي إن لم تحل لن يكون هناك سلام في العالم كله ولن تقوم له قائمة، ومن ثم الحرب التي انفجرت ما بين روسيا الاتحادية وأوكرانيا وخفاياها التي تعددت عند حلفاء الناتو والولايات المتحدة الأميركية بشكل خاص، والتي أظهرت حقيقة الواقع الهرم للعالم الأوربي ودوره التابع للناتو بقيادة أميركيا طالت من مكانة وهيبة القارة الأوربية ودورها الذي يتلاشى قوة وجودا بعد ان كانت المهيمن الاول عالميا خلال قرون متعددة يوما ..!! .
لذلك يتم عاجلا محاولة تدوير الزوايا في الأحداث المتفاقمة الى وصولا شبه آمنا لتحقيق اتفاقية يالطا جديدة بالزام تعديلاتها المفروضة ميدانيا وعالميا، من خلال اقطاب صاعدة بقوة تفرض وجودها، ممثلة بروسيا الاتحادية والصين والهند وإيران وحلفائهم في دول البريكس وغيرهم ممن اليوم سيكون لهم تواجدا على طاولة تقاسم النفوذ والمصالح عالميا في معادلة الوجود والمصالك والنفوذ تبعا للقوى التي انطلقت لتفرض وجودها وتثبت معادلة التغيير او التغيير وكلاهما تغييرا ..
واليوم نستقرء الواقع من خلال منظر ومهندس حكومة الظل الصهيوني الاميركي هنري كيسنجر الذي اقر بفشل نظرياته اليوم وهو يعلل ويتكلم في دافوس الاخير منوها للواقع الخطير وشرحه وطريق الخروج منه بسرعة .. ︎فحين يقول كيسينجر إنّ على الأوكرانيين أن يقبلوا بالتفاوض مع الروس وأن يقدموا تنازلات بما فيها التخلي عن أراضٍ من أوكرانيا، فالمقصود هو المفاوضات بين الأمريكان والروس ولو بشكل غير معلن، فقرار التفاوض والتنازل من عدمه يتم اتخاذه في واشنطن وليس في كييف، وعلينا التيقن ان كلام كيسينجر يمثل تياراً ضمن النخبة المالية الأمريكية، ترى أنّ الأمور لا تسير كما ينبغي، بل وأنّ استمرار سيرها في الطريق نفسه يشكل أخطاراً كبرى، بما في ذلك على «الوضع الجيوسياسي العالمي»، والذي يعني ضمناً الخطر على المنظومة المالية والسياسية العالمية، وخاصة الدولار.
لذلك عاجلا يجب ︎تحديد أجل زمني لا يتعدى الشهرين للوصول إلى حل (أي إلى اتفاق)، أو للبدء به على الأقل، يوضح حجم الورطة التي يعيشها الغرب ومنظومته، لأنّ استمرار المواجهة سيؤدي مع الوقت إلى تجذير موضوعي لعدة اتجاهات تطورية يمكنها أن تتجاوز في وقت غير بعيد نقطة اللاعودة، وأهمها :
أولاً: تعزز التحالفات بين الصين وروسيا ومجمل دول بريكس ودول الخليج وغيرها من الدول (الدول التي تنتج وتمتلك القسم الأعظم من الخامات في العالم على اختلاف أنواعهاومروراً بالمعادن وضمناً الذهب، وليس انتهاءً بالمحاصيل الغذائية الأساسية).
ثانياً: تطور هذه التحالفات باتجاه وضع المنظومة المالية العالمية الجديدة سيعني تقزيم اليورو والدولار معاً إلى مساحات أصغر بكثير ، وما يعني انفجار تضخمهما الفلكي، بما يعنيه ذلك من أزمات داخلية في الغرب، بدأنا بالفعل نرى مقدماتها.
ثالثاً: استمرار المعركة، استمرار العقوبات، استمرار الحصار، يدفع موضوعياً، وسيدفع أكثر، نحو حسم كامل للمعركة السياسية داخل روسيا نفسها باتجاه الانفصال اقتصادياً ومالياً عن الغرب، وبكلام أدق : باتجاه ضرب المصالح والنفوذ الغربي في روسيا ..!! ما يعني فقد الأداة الأساسية التي يمكن استخدامها ضد روسيا من الداخل.
الأيـام الـقـادمـة ستحدد ما ستقرره فلسطين من خلال الداخل الفلسطيني، وسـتنشـهـد مـعـركـة جديدة ستوازي ما تطور ليكون معركة سـيـف الـقـدس التي عرت وكشفت هشاشة المحتل وشعبه وقزامة حلفائه، وستكون المعركة القادمة عاجلا هي معركة كلمة الفصل القدس وستكون قاماتها رجالها الاوفياء لفلسطين المدافعين عن وطنهم ودينهم من عرب ومسلمين داخل فلسطين والعالم، المعادلة التي تفرض نفسها من خلال واقع الاحداث ومستجداتها وتطوراتها والعقيدة الاسلامية ومقولات في عمر الدولة الصهيونية الذي بدأ ينتهي ..!!؟ وبين الصهاينة وحلفائهم المطبعين الأذلاء من عرب ومسلمين أيضاً، فما نشهده اليوم كيف بدات قوافل الآلاف من المستوطنين الصهاينة هذه الليام يغادرون مطار بن غوريون هربا من الحرب المتوقعة، والخوف يسيطر على قلوب المستوطنين في فلسطين المحتلة، والآلاف يغادرون مطار بن غوريون، والمطار يشهد ازدحام وهروب لم يسبق له مثيل خوفا من حرب قد تقع وتهديدات فلسطين الشعب الذي منح فصائله الفرصة ليكونوا بالمقدمة ولتكون الفصائل جاهزة لإطلاق الصورايخ إذا تم المساس بالأقصى المبارك فالشعب هو السيف وهو القدس وهو كل فلسطين حاضرا وماضيا ومستقبلا ..!!
الواقع اليوم يتكلم ويفرض نفسه عنوانه : المصالح هي اليوم المقياس والنفوذ والقوة عالميا ..!! لذلك لابد من الوصول والتوجه نحو نحقيق مقياس عام لمشروع متكامل وتحالفي على صعيد العالم قادر على فرض نفسه، والقادم في حال تحقيق الاستقرار العالمي سيكون اولا في مواجهة الاحتلال الصهيوني الأميركي لفلسطين التي هي مفتاح كل القضايا، وهي بوابة الحرب والسلم على مدار التاريخ ..!! .
اما واقعنا فنشهد عليه وكيفية اصلاحه وعودة قوته حين نتفهم وقع الاحداث في تاريخنا لنكون رقما وليس تكملة سياسات البيادق فيها لنقوم على حماية مصالح الآخرين، فعلينا ان نتعلم ونأخذ العبرة من التالي :
أراد الفاروق عمر تفقد الجيوش المرابطة في ااشام … ركب راحلته ووصل إلى تخوم الشام .. استراح بخيمة الصحابي الجليل أبي عبيدة بن الجراح قائد الجيس . رحب به وكان وقت الغذاء، وقيل له نأتي لك بطعام من طعام الجيش ام من طعام قائد الجيش ..؟؟ فقال الفاروق عمر هاتو هاذا وذاك .. فأتو له بطعام الجيش فإذا به لحم ومرق وسرود..!! فقال عمر هذا طعام الجيش فقالو نعم ياامير المؤمنين ..!! فقال : هاتو طعام قائد الجيش .. فجاؤوا له بكسرات من الخبز اليابس وقليل من اللبن ..!!! فبكى سيدنا عمر بكاء شديدا وقال :صدق من سماك أمين هذه الامة، وعندما عاد إلى بيته وقال: غيرتنا الدنيا إلا أنت ياأبا عبيدة ..!! رحم الله أولئك الرجال فهم من نحتاج امثالهم اليوم ..!!؟؟
لذلك كانت حقيقة تقول وترددت اذا اردنا ان نعلم ماذا يجري في ايطاليا، علينا أن نعلم ماذا يجري في البرازيل، لنعرف الحقيقة لما يجري في العالم والذي يعنون بجملة تقول : حكومة العالم الجديدة التي تحكم كل العالم، هي اليوم في حالة ولادة عسيرة بدات مخاضها ..!! .
وما زلتم تسألون وتتساءلون ما دخل فلسطين في كل ما يجري في العالم ..!!؟؟ .
د.سليم الخراط
اليوم السبت 28 ايار 2022.
Discussion about this post