(( الباطل وعقول المجتمعات ))
تحرك المرتزق من صنعاء وبقية المناطق الحرة الى جبهات العدو تاركا أهل بيته عندنا آمنا عليهم ومطمئنا لأن عرضه مصان وبمجرد ما وصل الى مأرب بدأ يرعب أبناءها بأن الجيش واللجان سوف يأتون ليغتصبوا نسائهم وينتهكوا أعراضهم فتحرك عددا من ابناءها تحت وطأة التضليل والباطل .
بقلم د يوسف الحاضري
كاتب وباحث في الشئون الدينية والسياسية
abo_raghad20112@hotmail.com
عندما يستمر الباطل في استخدام سلاح الكذب بشكل مكثف ودائم رغم ان معظم أكاذيبه هشة وواضحة وجلية للاخرين بأنها كذبة وتم صياغتها لأهداف شخصية فهو يدرك تماما ان لهذه الأكاذيب جمهور كبير يتفاعلون معها ويستمعون اليها ويتحركون نتيجة تأثيرها لذا نجد عامل الإستمرارية في استخدام هذا السلاح دون استكانة وبطبيعة الحال دون أي حياء فمستخدوا الكذب لا ماء حياء في وجوههم وهذا من نراه دايما في قنوات السعودية والإمارات ومن يدور في حلقتهم وتحت سيطرتهم سواء كمسمى قناة او كعاملين فيها عوضا عن الأنظمة السياسية التي تدير هذه الدول والذين يظهرون للناس عبر الاعلام انهم من يصون حقوق الانسان ومن ينفق المليارات لاجل فقراء الأرض وبأنهم يسعون لاحلال السلام وهم يدركون تمام الادراك أنهم يكذبون فأعمالهم الملموسة الدماء والدمار والخراب والشتات والخوف والاشلاء وغيرها فلماذا هذه الحالة التي نجدها عند هؤلاء ولماذا كل هذه الإستماتة في الكذب ؟
تجار الحروب والدماء والدمار يمتلكون بضاعة للترويج لمنتجاتهم ولا يمكن ان يصدروا بضاعة ليس لها رواجا وقبولا في المجتمع بل يزداد عرضها لإدراكها ان الطلب زاد في اطار العملية الاتزانية بين (العرض والطلب) لذا كلما نجد بضائع الكذب تنتشر وتزداد فعلينا ان ندرك ان المشتريين لهذه البضاعة كبيرة وكثيرة وهذا ما يجده أرباب الباطل خاصة بعد يقينة أن هناك عقولا مجتمعية أصبحت مسرحا لمرح هؤلاء فحتى لو قيل لهم أن فلانا مات فإن فلان هذا سيصدقهم ويكذب نفسه وحياته التي يعيشها لذا تكون هذه الجرعات الخطيرة دائم التدريب والتأهيل للعاملين في ترويج واعلان واعلام هذه الاكاذيب ليستمرون في المحافظة على سوقهم المجتمعي وهو أهم ركيزة لهم في طغيانهم واجرامهم.
استنادا الى هذه النفسيات تحرك العدوان على اليمن بكل جوانبه وجوارحه لدرجه ان احدهم يكذب نفسه وذاته وسنين عاشها في المناطق الحرة ويصدق خبرا استمع اليه من قنوات الفتن والاجرام فيتحرك نتيجة الخبر الكاذب أسرع وأقوى وأشد مما كان يجب عليه ان يتحرك نتيجة المعاناة التي عاناها نتيجة العدوان والحصار وكل جريمة أقترفت بحقه وحق أهله وأرضه بل يصل الأمر الى ان يترك أهل بيته من النساء والاطفال في هذه المناطق الحرة ثم يتحرك الى العدو ليقاتل في سبيل العدو ضد الذين يحمون أهل بيته واطفاله ويصونون عرضه ويقدمون ارواحهم في سبيل حفظها بل وعندما يسئال عن سبب عدم أخذه لأهل بيته معه لتلك المناطق المحتلة فالاجابة واضحه انها ليست آمنة وايضا لا يأمن على نساءه وعرضه هناك ثم بعد ذلك يستمر في الاستماع للاخبار الضالة الكاذبة فيستمع مثلا خبرا ان الوضع الامني والمجتمعي والاخلاقي في المناطق الحرة متدهور فيؤمن بالخبر ويبدأ في تبنيه ونشره بين المجتمعات في تناقض نفسي وفكري لا يمكن ان نجد حتى حيوانا بهذا الانهيار الفكري النفسي (بل هم أضل) ٫ فأي نفسية يمكن ان نصفها ونصف اصحابها !!
قبائل عبيده المأربية الأبية في الأيام الماضية تحركت أفواجا الى العاصمة صنعاء تحرك الاخاء والحب والإعتصام بعد ان كانت في فترة سابقة في ظل التضليل الاجرامي لتحالف العدوان وأدواتهم فوجدوا حقيقة أنارت ابصارهم وقلوبهم وازالت الغشاوة التي طالما أراد الباطل ان تبقى فيها لكي يستمر ابناءها وقودا لحروبهم في اليمن فالهدف الاساسي للعدوان على اليمن ليس ابن اليمن وارض اليمن وانما مصلحة تل ابيب الصهيونية وواشنطن الشيطانية ولندن الماسونية وهذه رسالة لبقية ابناء اليمن خاصة في المناطق المحتلة والذين لهم سبع سنوات ينتظرون جنة التحالف التي حلموا بها عندما صفقوا للاحتلال فلا راتبهم ارتفع الى عشرة الف ريال سعودي ولا الكهرباء والماء والسكن والأمن والاستقرار وغيرها أرتقت فيه بل كان العكس كل العكس حتى ان ابناءها اصبحت وقودا للقتال دفاعا عن حدود السعودية ومصالح المحتل في الاراضي المحتلة واحيانا يتم المتاجرة في اعضاءهم وغيرها من امور يعيشونها اليوم في عدن ولحج وابين واجزاء تعز وشبوه وحضرموت وكل ذلك لمجرد سلاح الباطل المستخدم في استعباد العقول وتضليلها باستخدام أوهن طريقة متمثل في (خبر كاذب) يعلمه الضال علم اليقين انه كاذب ولكنه يتأثر به فيتحرك في وقت ان الصدق والحق لم يحركه رغم ما عاناه … فهل آن الوقت لتجاوز هذه النفسية الهشة المحتارة الشاذة الى نفسية العلو والرقي والوعي .
#د_يوسف_الحاضري
Discussion about this post