(( أهل اليمن لمن كان يرجو الله واليوم الآخر ))
من لا ينطق عن الهوى لا يصف احدا مجاملة او في غير محلة على الإطلاق خاصة عندما يأتي الوصف في إهتداء شعب للطريق المستقيم والذي في الاصل ان يكون الفرح للمهتدي والفضل والمنة للهادي (بل الله يمن عليكم ان هداكم للإيمان) لذا جاء الوصف الروحاني الايماني للإيمان بأهل اليمن محكم من عند الحكيم الى الرسول ، وحاشا الله ان يصف من لا يستحق بشيء ليس فيه.
بقلم د.يوسف الحاضري
كاتب وباحث في الشئون الدينية والسياسية
abo_raghad20112@hotmail.com
لم يتأس شعب بنبيه عبر التاريخ حتى يومنا هذا كما تأس شعب اليمن بنبيهم محمد صلى الله عليه واله وسلم ومعنى التأسي هو الإتباع خطوة بخطوة في كل الامور والجوانب الحياتية التي كان عليها رسول الله وليس الاتتقائية في ذلك فلا ينتقى في دين الله شيئا بل يتبع بكل تفاصيله وجزئياته ضمن اطار الاستجابة الشاملة لله لينال الانسان الخير في الدنيا والنجاة في الاخرة .
شعب اليمن عامة هو الشعب الذي أستجاب لله وللرسول عندما دعاهم لما يحييهم وهذه الحياة متمثلة في العزة والكرامة والشرف وهذه الدعوة متمثلة في الحركة الجهادية ضد اعداء العزة والحرية والكرامة لذا نالوا ما سعى ويسعى الاعداء لينزعوه منهم وهذه هي مسيرة الرسول الكريم العظيم محمد صلى الله عليه واله وسلم وهي قمة التأسي به .
شعب اليمن الشعب الوحيد الذي اذا عرف الحق يتبعه ويبذل في سبيله الغالي والرخيص دون شح او بخل او تأخر او تهرب بل يبذل فيه دمه وروحه ويدفع بأبناءه لنصرة الحق وهو الوحيد الذي يستبشر فرحا اذا ادرك ان احدهم سقط شهيدا في سبيل الحق لإدراكه انه وقاه نارا وقودها الناس والحجارة وهذه هي مسيرة النبي ودعوة الله سبحانه وتعالى .
شعب اليمن هو الشعب الذي يحب من يهاجر اليه خاصة الفقراء المظلومين ويحتفي بهم لدرجة الفرح بوجودهم بينه وكأنهم جاءوا اليه بثروات الارض ولم يأتوا ومازالوا محتاجين الى ما يعطوا من قبل ابناء اليمن (يحبون من هاجر اليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما اوتوا) وهذه منهجية محمدية لا يحملها الا من يتأسى به
شعب اليمن هم الشعب الذي يؤثر على نفسه وهو في قمة الاحتياج للشيء وهذه اهم مقاييس الكرم فالذي يعطي ولديه ثروة لا يستوي مع الذي يعطي وهو في حاجة ما يقدمه للاخرين ( ويؤثرون على انفسهم ولو كان بهم خصاصة) ولا تجد هذه النفسية الا عند نبي الله محمد وأهل اليمن .
شعب اليمن يرفضون الوصاية والإحتلال والخضوع والخنوع للمحتل فيقاومهم حتى يدفن المحتل في تراب ارضه فأصبحت تشتهر أرضهم ب(مقبرة الغزاة) وهذه النفسية هي النفسية السوية الفطرية المحمدية .
شعب اليمن هو الشعب الذي وجد في ايمانه وارتباطه بالله منة وفضلا من الله عليهم لانه اخرجهم من الظلمات الى النور لذا تجسدت هذه الرؤية في قلوبهم فبذلوا وأعطوا في سبيل الله دون ان ينتظروا مردودا دنيوي لذا وصفوا بانهم (كثير عند الفزع قليل عند الطمع ) لأنهم يجدون في ذلك التحرك شكرا لله على ما هداهم وهذه هي سنة النبي محمد وبقية الأنبياء.
شعب اليمن هو الشعب الذي بإيمانه العظيم القويم وصل الى منزلة ان يصف الرسول محمد الإيمان بأهل اليمن فقال للعالم اجمع عبر التاريخ يا ايها الناس (الإيمان الذي جئت به مبشرا ونذيرا وقاتلت وجاهدت عليه لاكثر من ٢٣ سنة هذا الإيمان ‘يمان’ ) فعليكم بأهل اليمن لمن كان يريد الإيمان أي لمن كان يرجو الله واليوم الآخرة , وعليكم بمنهجية وتحرك وايمان اهل اليمن لمن كان يريد ان يحببه الله ورسوله , وعليكم بأهل اليمن لمن كان يريد رضا الله ورسوله في الدنيا والاخرة .
شعب اليمن اليوم هو شعب اليمن الأمس وهو شعب الانصار وهو شعب تبع وهو شعب سبأ وهو شعب جرهم وهو شعب سام والذي اليوم يجسد ما جسده اجداده في ارتباطهم بالحق وأهل الحق مناصرة لرسول الله وآل بيته المتمثل اليوم في حفيد رسول الله السيد عبدالملك الحوثي بذلك الحشد المهيب رجالا ونساء وأطفالا حتى شجرهم وحجرهم ومنازلهم وطرقهم وسياراتهم وكل شيء هفت للاحتفال بالرسول فيتجسد في الجماد ما يخلقه الحي لذا وصفت بلدتهم بالطيبة تحت بركة الرب الغفور.
شعب اليمن لمن كان يرجو الله واليوم الآخر لأنهم خير من جسد نبي الله محمد سيرة وسلوكا وفكرا وفعلا وعملا وصبرا وصمودا وحركة لذا جاءت ايضا رسالة النبي للعالم اجمع بأن مخارج محنكم وفتنكم ومشاكلكم من طريق أهل اليمن (اذا حلت بكم الفتن فعليكم باليمن) وأن بركة الله ونفسه ورأفته ورحمته من قبل أهل اليمن حتى وصفوا بأنهم نفس الرحمن برحمته (اني لأجد نفس الرحمن من قبل اليمن) حتى اصبح اليمن واهله سنة من سنن الله ضمن اطار موازين الكون الدقيقة التي يجب ان تبقى ليحافظ الكون على اتزانه.
وضع الله استثناءات لجميع السنن وعلى رأسها قانون الانبياء فوجد في اسرهم اختلالات كما حصل مع زوجة وابن نوح وزوجة لوط وعم محمد وغيرهم لكي لا يكون حرج لاهل اليمن عندما يحصل فيهم استثناءات باطلة كما هو حال النفاق والمنافقين الذين يتواجدون فيه هذه الفترة لدرجة انهم بلغوا مبلغا كبيرا غير ان الشدة النفاقية الحاصلة اليوم هي تعكس العظمة الايمانية التي يعيشها اليوم فالنفاق ينتفي وجوده في الاماكن التي لا يتواجد فيها ايمان ويرتفع منسوب النفاق مع ارتفاع منسوب الإيمان لذا اصبح المنافقون في اليمن دلالة وعلامة بارزة على عظمة اليمن وإيمانهم الذين اصبحوا اسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر .
#د_يوسف_الحاضري
Discussion about this post