يوم رحيل القائد الخالد حافظ الأسد طيب الله ثراه الطاهر كنت أحضر للدفاع عن الدكتوراه في موسكو، وكان الخبر صاعقاً للجميع…
السفارة السورية في موسكو أقامت حفلاً تأبينياً بمناسبة مرور أربعين يوماً على رحيل القائد الخالد حافظ الأسد سقته شآبيب الرحمة، وكان لي شرف المشاركة بقصيدة شعرية آثرت أن أختار منها الأبيات التالية:
………
واستوتْ على الجوديّ….
شعر د. حسن احمد حسن
لا الدمُع يُجْدي ولا الآهاتُ تَبْتَرِدُ
واحرَّ قلباه أينَ الضيغُم الأسدُ؟!
والهفتاهُ وقد وارى الثرى جسداً
وكيفَ يذوي بــِتـُرْبِ صِيْقَلٌ فَرِدُ؟!
آهٍ دمشقُ فقد لفَّتْكِ كارثةٌ
ما كنتُ أحسبُ فـيها ينفعُ الجَلَدُ
أكبادُنا فُطِرَتْ… أبصارُنَا شخصتْ
أرواحُنا صُعِقَتْ والكون يرتعدُ
أعظِمْ بِوِقْفَتِها سوريةُ احتشدْت
دارٌ بدارٍ تَشدُّ الأزرَ تَعْتَضِدُ
رَعْدٌ وبرقٌ وأمواجٌ مروعةٌ
أيامُ نوح بدتْ أثوابُها الجددُ
بَحْرٌ يثورُ وقدْ لاحتْ سفـيَنُتنا
غرّاءَ تطفوُ ونهجَ الحقِّ تعتمدُ
بسمِ المهيمنِ مجراها وقد بَلَغَتْ
«جوديَّ» أمنٍ فلا ميلٌ ولا أودُ
شاء العليُّ ارتدادَ الروح فارتحلتْ
مَنْ ذا يخلِّدُ فـي دنياه؟ لا أحدُ
نَمْ فـي علاكَ قريراً هانئاً رغداً
يا منْ بظلِّكَ عمَّ الخير والرَغَدُ
أكرم بيمناكَ كَمْ خلَّفْتَ مأثــُرةً
هيهاتَ يحصي سجايا حافظٍ عددُ
مَنْ مَزَّقَ الذل فـي تشرينَ سِفْرَ رؤى
فَحُطِّمَ الوهمُ والتهويلُ والصَّفدُ؟!
عَمَّ الجنوبَ انتصارٌ أنتَ صانِعُهُ
تا الله فـيكَ بنودُ النصرِ تنعقدُ
إنْ أمَّ غيرُك ماءَ السلمِ مَخْمصةً
ما كنتَ غيرَ غديرٍ سَلْسَلٍ تَرِدُ
حَصَّنْتَ شعبَك إذْ وحَّدَتْ رايتَهُ
والله يشهدُ والتاريخُ والبلدُ
يَدٌ تجودُ بأمجادٍ مشيَّدةٍ
وللبناءِ وصونِ المكرماتِ يَدُ
الأُسْدُ تُنْجِبُ أشبالاً وفـي بلدي
مِنْ ليثِنا الرمزِ يأتِي ضيغمٌ أسد
العربُ تحلُمُ فـي مجدٍ يعيدُ لها
إرْثَ المواضي الذي قَدْ راحَ يبتعدُ
يا نجلَ ليثٍ غدا رمزاً لأمته!
إنَّ العروبةَ عند الأُسْدِ مُعْتَقَدُ
عصاً لموسى بيمناكُمْ تشُقُّ بها
بحرَ الكوارث والأعداء كم حشدوا
فما وهنْتَمْ ولا لانَتْ شكيمتُكُمْ
بل نجم سورية الآساد يَتَّقِدُ
إنْ فتــَّشَ العربُ عَنْ رمزٍ لعزتهم
إلا عرينَكِ شامَ المجدِ ما وجدوا
ياربُّ فاسْقِ بمزنٍ حافظاً أسداً
واحفظ لنا القائدَ البشارَ يا صمدُ
Discussion about this post