*نتنياهو قرر إغتيال قادة سرايا القدس وإستباحة دم الأبرياء ليبقى في الحكم*
*عدنان علامه / عضو الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين*
*وجد نتنياهو في توافر معلومات ميدانية حول قادة الجناح العسكري في حركة الجهاد الإسلامي فرصة ذهبية ليبقى على رأس الحكومة اليمينية العنصرية المتطرفة، وصيدًا ثمينًا لا يمكن تفويته لإستعادة الهيبة المفقودة للسلطة بعد المظاهرات ضد الحكومة للأسبوع ال 18.*
*وقد توفرت لدى العدو معلومات إستخبارية عن قرب سفر القادة الثلاثة عن طريق مصر نتيجة تسريب لهذه المعلومات عن طريق مصر أو السطة الفلسطينية أو نتيجة التنصت على أجهزة الهاتف. وكان هناك مراقبًا لصيقًا للقادة أكد وجود كل قائد في منزله قبل تنفيذ الإغتيالات.*
*لذا لا بد من شرح آلية إتخاد القرار بأي عملية إغتيال لأي مجاهد، فكيف سيكون الأمر مع إغتيال ثلاثة قادة من حركة الجهاد الإسلامي دفعة واحدة؟*
*يتم مناقشة المعلومات المتوفرة مع التأكد منها من أكثر من جهة، وتأكيد مكان وجود الأهداف ولكن العقبة التي واجهت قيادة غرفة العمليات هي وجود القادة داخل منازلهم بعد أن قرروا أن يتم الإغتيال حسب تسميتهم “بالعملية الجراحية الموضعية” بإستعمال قنابل موجهة بالليزر بدلًا من الإختطاف. ولكن وجود الأطفال والنساء يشكل عاملًا نفسيًا ضاغطًا على قادة غرفة العمليات في إتخاذ قرار تنفيذ مثل هذه العمليات في كل دول العالم ما عدا الكيان الصهيوني الغاصب؛ لأنه كيان عنصري متطرف يعتبر كل إنسان غير يهودي “غوييم” ؛ وبالتالي فإن العائلات بنظرهم ليست سوى “أضرارًا جانبية”، ومن المستحيل توفر مثل هذه الفرصة الذهبية مرة أخرى. ولكن الأمر يحتاج إلى موافقة رئيس الحكومة الذي وافق دون تردد مستبيحًا الدم الفلسطيني البريء وغير آبه بنتائج تهوره وحماقته. وقد تم إتخاذ القرار بإستعمال القنابل الأمريكية الموجهة (GBU) ذات القوة التدميرية العالية جدًا لتقضي على أي أثر للحياة في المكان المستهدف.*
*وقد تفاخر العدو بإستخدام سلاح الجو في عملية إغتيال قادة سرايا القدس قنبلة “Small Diameter Bomb” وهي الجيل المتطور من سلسلة قنابل”GBU” الأمريكية الصنع، كما نقلت القناه 12 العبرية. وتستخدم من قبل طائرات F15، وF16، وF35، وتستخدم في مهام “عمليات جراحية” لدقتها العالية في الإصابة، وتحتوى على 16 كجم من مواد شديدة الإنفجار، ومزودة بأجنحه تفتح وقت الإطلاق، كما يمكنها إختراق خرسانة مسلحة تصل إلى 1 متر.*
*وتفاخر المتحدث باسم جيش العدو ريتشارد هيشت أمام لصحافيين “بأن أربعين طائرة شاركت في الغارات التي نفذت في مدينة غزة وفي منطقة رفح قرب الحدود المصرية”. مضيفًا “حققنا ما كنا نريد تحقيقه”.*
*وأضاف إن القادة الثلاثة المستهدفين من أبرز مخططي الحركة، وهم متورطون في عمليات استهدفت اخيرًا ~إسرائيليين~ .*
*وأضاف دون أن يرف له جفن أو يظهر أية مشاعر تعاطف مع الشهيد د.خصوان وعائلته؛ أن بين القتلى أيضا رئيس مجلس إدارة مستشفى الوفاء الدكتور جمال خصوان الذي يحمل أيضًا الجنسية الروسية، وقد قتل مع زوجته ونجله.*
*وقال هيشت مبررًا إستهداف عائلات قادة السرايا : “بذلنا اقصى ما يمكن لتركيز ضرباتنا” على الهدف. و”إذا كانت هناك حالات موت مأساوية، سنحقّق في الأمر”.*
*وتم تنفيذ الغارات الغادرة بعيد الساعة الثانية فجرا (23,00 ت غ)؛ أي في وقت النوم العميق وقد استمرت الانفجارات لمدة ساعتين تقريبا.*
*قال الله سبحانه وتعالى مخاطبًا قتلة الأنبياء عبر التاريخ : {مِنْ أَجْلِ ذَٰلِكَ كَتَبْنَا عَلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ۚ وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَٰلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ} (المائدة-32)*
*وقال تعالى : {وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ۗ وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ ۖ إِنَّهُ كَانَ مَنصُورًا} (الإسراء-33).*
*لقد تجاوز نتنياهو كل الخطوط الحمراء بإستباحة الدم الفلسطيني؛ ونفذ مجازر بحق أربع عائلات ترقى كل منها إلى جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية. وتعتبر أمريكا شريكًا كاملًا في هذه الجرائم لأن الطائرات والقذائف المستعملة أمريكية المنشأ.*
*فعلى مجلس الأمن والأمم المتحدة محاكمة نتنياهو وأمريكا كمجرمي حرب ومجرمين ضد الإنسانية، وفي جميع الحالات وبغض النظر عن الموقف الدولي؛ فإن الله قد أعطى الحق لأولياء الدم بالإقتصاص من القتلة.*
*وإن غدًا لناظره قريب*
*10 أيار/مايو 2023*
Discussion about this post