*عبوة “مجدو” بين إنجاز المقاومة الفلسطينية وإخفاقات العدو على كافة الصعد*
*عدنان علامه / عضو الرابطة الدولية للخبراء والمحللين السياسيين*
*تم تفجير عبوة ناسفة كبيرة مطلع الإسبوع الحالي في شمال فلسطين المحتلة، وحصل تعتيم إعلامي شامل حول الموضوع. وقد سمح الجيش بنشر بعض المعلومات مساء يوم الأربعاء الماضي.*
*ونشرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” يوم الأربعاء أنّ “رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الأمن يوآف غالانت أصدرا تعليماتهما للمسؤولين الإسرائيليين بعدم الإدلاء بأي تصريحات حول عملية مجدو”، بناء على توصيات قيادة “جيش” الاحتلال.*
*وقالت إذاعة الجيش في بيان لها تحت اسم “سُمح بالنشر”، إنّ “لبنانياً دخل إلى ~إسرائيل~ ووضع عبوة ناسفة عند مفترق مجدو”، شمال فلسطين التاريخية، وأضافت الإذاعة أن “قوات الاحتلال تمكنت من قتله لاحقًا، وعثرت بحوزته على أسلحة وحزام ناسف”.*
*وكشف جيش الإحتلال ، في بيان له مساء يوم الأربعاء الماضي، عن تفاصيل “الحدث الأمني الخطير” الذي قالت وسائل الإعلام العبرية إنّه وقع في الفترة الماضية في ؤشمال البلاد، والذي دفع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو إلى اختصار زيارته إلى ألمانيا.*
*كانت هذه بعض الوقائع عن الإنفجار؛ ولكن حين يتم وصف إنفجار العبوة بال “الحدث الأمني الخطير” وتستدعي إختصار نتنياهو زيارته لألمانيا حتى ولو كانت عبوة َمجدو تشبه عبوات حرب الله. وكل ما تسريبه عن الهدف بأنه مستوطن في شاحنة اصيب بإصابة خطيرة. ولم يتم تسريب أي خبر عن طبيعة عمله.*
*إن إنتظار الجيش حتى مساء يوم الأربعاء لإصدار رواية ركيكة الإخراج ومشكوك بصدقيتها هو فرصة مناسبة للإستغلال والإبتزاز السياسي ومحاولة تنفيذ عدوان على لبنان في محاولة لنتنياهو تحويل المعركة من الداخل ضد “عدو” خارجي لدود.*
*ونستطيع أن نقول وبشكل يقيني بأن رواية العدو هي مجرد مزاعم لا أساس لها الصحة ولا يمكن تصديقها وذلك للأسباب التالية :-*
*1- أعلن الناطق الرسمي باسم “اليونيفيل” أندريا تيننتي في بيان يوم الخميس الماضي، “أن اليونيفيل اطلعت على التقارير الإعلامية التي تفيد بأن شخصا تسلل إلى ~إسرائيل~ من لبنان، لافتا إلا أنها لم تلاحظ أي عبور للخط الأزرق في الأيام الأخيرة.*
*2- من الناحية العسكرية، من المستحيل أن يستقل من نفذ تفجير العبوة سيارة مدنية ومعه أسلحة وحزام ناسف بعد عملية التفجير بسبب إقفال وحصار منطقة التفجير ونشر الحواجز المتنقلة .*
*3- حزب الله لا يستعمل أحزمة ناسفة إلا إذا كانت العملية إستشهادية؛ وهي ليست كذلك.*
*4-كذّب المجلس الثوري لـ “قوات الجليل – الذئاب المنفردة”، في بيان، رواية جيش الاحتلال “الاسرائيلي” حول تسلّل شخص من لبنان، وأكد أنّ منفّذ عمليّة “مجدو” على قيد الحياة، وهو في مكان آمن ولديها توثيق للعملية.*
*وقد تم تصنيف التفجير بأنه “الحدث الأمني الخطير” لأن تفجير أي عبوة يحتاج إلى توفر معلومات رصد واستطلاع ومتابعة الهدف لعدة أسابيع ومن ثم إختيار مكان التفجير مع تحديد طريق إحضار المواد المتفجرة وطريق الإنسحاب الآمن بعد تفجير العبوة . ومن غير المنطقي أن يتم تفجير عبوة متطورة بأي آلية تمر؛ وينسحب المنفذ عبر إستعمال سيارة مدنية وسط إقفال المنطقة وحصارها.*
*وقد أشارت المعلّقة السياسية في قناة “كان”، غيلي كوهين، إلى أنّ “هذه الحادثة تعدّ شاذةً جداً جداً عن سابقاتها، وهذا يعني نقل القتال إلى ~إسرائيل~ ، مع حادثة تسلّل تتضمن وضع عبوة ناسفة، والبقاء فترة طويلة لشخص من لبنان، ربما ينتمي إلى حزب الله وربما لا”.*
*فالمعلِّقة لها خبرة عسكرية جيدة ويبدو إنها خدمت في فوج الإستطلاع أو الهندسة. وقد مررت بذكاء ما طلب منها بأن المنفذ جاء من لبنان.*
*ويبدو ان فوبيا حزب الله وعبواته شكلت ولا تزال عملًا مرعبًا وقد حفرت عميقًا في عقل القادة العسكريين وحتى السياسيين. وكانت أكثر العبوات قساوة “كمين أنصارية” والذي استهدف مجموعة خاصة لنخبة النخبة من “وحدة الشيطت 13″، وسقط معظم أفرادها قتلى؛ وقاد عملية الإخلاء عامل اللاسلكي الذي نجا بإعجوبة.*
*وقد أكّد رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية السابق، اللواء احتياط عاموس يادلين، للقناة 12 الإسرائيلية، إنّه “في الجانب السلبي، يوجد هنا عملية تسلل عبر الحدود من دون إنذار استخباري، تسلل لم نعلم به، وهناك تفجير عبوة كبيرة جداً، عبوة ذكية غير موجودة في المناطق الفلسطينية الأخرى، وبالتأكيد وصلت من لبنان”.*
*وأما المحلل العسكري في صحيفة تال ليف رام إن قضية عبوة مجدو تشغل الأمن الإسرائيلي، كونها تختلف في طبيعتها عن جميع العبوات التي اكتشفت أو انفجرت في الضفة الغربية والقدس خلال الفترة الماضية.*
*وأضاف قائلاً “نتحدث عن عبوة لا تشبه العبوات التي نعرفها في الضفة الغربية، ولكنها تشبه تلك التي رأيناها في جنوبي لبنان.*
*وأما إصرار نتنياهو على إتهام حزب الله فهو محاولة لوقف الإنقسام الداخلي العامودي والأفقي داخل الكيان والتي تهدد بحدوث حرب داخلية.*
*ونتيجة لعدم خبرته العسكرية فهو يحاول أن يقوم بمغامرة عسكرية محدود بعد تحميل تفجير عبوة مجدو زورًا وبهتانًا لحزب الله. ولذا يستعمل التهويل بأن حزب الله يمثل الخطر الوجودي على الكيان المؤقت.*
*وقد أثبتت الأيام الماضية بأن الخطر الوجودي على الكيان المؤقت هو نتنياهو. فقد كرّس في أيام معدودة إنقسامًا يهدد بقاء الكيان بسبب تعنته المستميت على التعديلات القضائية حتى يتهرب من المحاكمة بتهم الفساد والرشوة .*
*ونتيجة لهذا التعنت سيتفكك هذا الكيان قريبًا دون الحاجة إلى إطلاق رصاصة واحدة عليه.*
*وإن غدًا لناظره قريب*
*18آذار/مارس 2023*
Discussion about this post