سفير اليمن لدى سوريا لـوكالة فارس : الثورة الإسلامية أعادت الاعتبار لهوية الشعب الإيراني وألهمت الشباب في العالم العربي
أكد السفير اليمني لدى سوريا عبدالله صبري إن ايران جعلت التجربة الإسلامية ملهمة للشباب الذي يتطلع إلى حياة عصرية غير منسلخة عن الدين والهوية مشيرا الى ان الشعب الإيراني كالبنيان المرصوص في مواجهة مختلف المؤامرات والتحديات.
وقال صبري في حوار مع وكالة أنباء فارس: عندما نتكلم عن الثورة الإسلامية في إيران وعن نجاحها في تحقيق أهدافها، فلا بد من استذكار اللحظة الثورية التاريخية التي عاشتها إيران قبل 44عاما، حين تفاجأ العالم بقيام ثورة شعبية رفعت شعارات دينية وتزعمها رجال الدين وعلى رأسهم الإمام الخميني (رض)، فقد كانت الثورة خارج السياق والمشهد السياسي الدولي إبان الحرب الباردة والصراع بين الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الأمريكية . كانت الثورة تستهدف إعادة الاعتبار للهوية الدينية للشعب الإيراني، وكان هذا العامل الأول في نجاحها بعد بذل الدماء الطاهرة، وفي الأخير عجزت قوات الجيش والأمن في التصدي للثوار فاختارت الانضمام إليهم، و هذا هو العامل الثاني وربما الحاسم .. أما العامل الثالث فقد كان مهما ومحوريا أثناء الثورة وبعد انتصارها، ونقصد به قيادة الثورة في حكمتها وشجاعتها وبعد النظر الذي تحلى به الإمام الخميني (رض) حين أدار المشهد الثوري وحين قام ببناء الدولة والجمهورية برغم الحرب والمؤامرات الغربية.
ومضى بالقول: وهكذا فإن الاستمرار في بناء الدولة وقدراتها الاقتصادية والعسكرية والاستفادة من الزخم الشعبي في مختلف المسارات والاعتماد على الذات، أفضى إلى الوضع الذي تعيشه الجمهورية الإسلامية اليوم وقد أصبحت قوة إقليمية مهابة الجانب.
وأشار إلى دور الثورة الإسلامية وتأثيرها على الشعوب الإسلامية والعربية و منها اليمن قائلا: ليس خافيا دور الثورة الإسلامية في المجتمعات العربية ومنها اليمن، فعلى خلاف التجارب التنموية في عدد من الدول الإسلامية، رأينا أن إيران قدمت تجربتها بالتوكل على الله وبالاعتماد على المقدرات الذاتية للأمة الإيرانية، بالإضافة إلى أنها صنعت هذه النهضة في ظل مرجعية دينية إسلامية انتظمها الدستور والقوانين، وكذلك العمق الثقافي والحضاري للمجتمع الإيراني، ما جعل التجربة الإسلامية ملهمة للشباب الذي يتطلع إلى حياة عصرية غير منسلخة عن الدين والهوية.
وفيما يتعلق بأثر الثورة الإسلامية على الوحدة الإسلامية وماهو المطلوب لتقوية هذه الوحدة التي نحتاجها کثیرا فی هذه الفترة أكد عبدالله صبري: من إيجابيات الثورة الإسلامية الإيرانية أنها حاولت أن تدعم الوحدة الإسلامية خاصة حين اتخذت من القضية الفلسطينية بوصلة للوحدة، وكذلك حين دعمت مختلف جهود التقارب بين المذاهب الإسلامية، إلا أن النجاح في هذه النقطة لم يكن بالمستوى المطلوب، خاصة أن الغرب عمل ويعمل على إذكاء الفتنة الطائفية في مجتمعاتنا، ما صنع حواجز كثيرة بين المسلمين سنة وشيعة، وما زلنا نتطلع إلى مزيد من العمل باتجاه ترميم هذه العلاقة، ونعول كثيرا على الحكماء في إيران وفي العالم العربي.
وأشار إلى فارق بین الثورة الإسلامية والثورات الأخيرة في المنطقة وقال: ثورات الربيع العربي استفادت في مرحلتها الأولى من تجربة الثورة الإيرانية، لكنها فرطت في الخيار السلمي وانزلقت إلى أتون العنف والإرهاب في عدد من الدول العربية، ثم أنها تحركت دون مرجعية سواء على مستوى الفكر وتحديد الأهداف أو على مستوى وحدة القيادة السياسية، والنتيجة للأسف كانت على الضد من طموحات الشباب في بلدان الربيع العربي.
وأشار إلى الثورة في اليمن موضحا: مع التنويه أن الثورة في اليمن تمكنت من تصحيح مسارها، حين انطلقت الموجة الثانية للثورة الشعبية في 21 سبتمبر 2014م بقيادة أنصار الله، ما صنع تحولا مهما على صعيد تعزيز حرية واستقلال اليمن وتحرير البلد من الوصاية والهيمنة الخارجية، غير أن أمريكا وأدواتها وعلى رأسها النظام السعودي تحركت بهدف إجهاض الثورة اليمنية، وتعرضت اليمن على مدى الثمان السنوات الماضية لعدوان بربري استهدف كل شيء.
وبفضل الله فإن الصمود الشعبي الكبير في اليمن قد أفشل رهانات العدوان، وأفسح المجال أمام تحقيق أهداف الثورة والسير قدما نحو التغيير المنشود.
واختتم الدبلوماسي اليمني تصريحه داعيا الشعب الإيراني إلى الوحدة، وقال: نبارك للشعب الإيراني هذه الذكرى المجيدة، وندعو الشباب تحديدا إلى الوحدة مع القيادة السياسية ومع المرشد سماحة آية الله العظمى الخامنئي بحيث تكون الأمة الإيرانية كالبنيان المرصوص في مواجهة مختلف المؤامرات والتحديات.
حوار: معصومة فروزان
Discussion about this post