الغيابُ الذي لا يُرى
_____________________
إلى سيِّدِ القابضين على الحبِّ..
إلى روحه وأبجدياتها..
إلى الشاعر الكبير الدكتور عبدالعزيز المقالح
_____________________
الهدوءُ يعمُّ الزمانَ
لهُ نبضُهُ.. ولهُ عُذرُهُ
لا تُبالغُ صنعاءُ في بردِها
مثلما لمْ يُبالغْ شعورُكَ في وصفِ
كلِّ مفاتنها ومخاوفها ذات حبْ…
آهِ مِن لحظةٍ لا تُعَد…
الهدوءُ كمقطوعةٍ للغيابِ الذي لا يُرى
والحضورُ الذي نتأملُهُ
بحفاوةِ عينيكَ
أكثفُ مِن شَجَنٍ
عَرْفُ جوريَّةٍ يتخطى السكونَ
وساعةُ رملٍ على كلِّ رأسٍ
وبعضُ الوصايا..
القصيدةُ تَكتبُ دهشتنا مرتينِ
بحبرِ الصِّبا
لا تجاعيدَ إلا بقلبي
الذي يتلوَّى من الحزنِ..
يا سيِّدَ الحالمينَ بهذي البلادِ
سنبقى على قيدِ حُلمٍ
سنتبعُ نجماً وقفتَ تُحَدِّثُهُ قبلَنَا
وبقيتَ تُجفِّفُ دمعتَهُ بعدَنا
كيفَ أدخَلتَ في ماءنا من روائحِ صيفِكَ
كنتَ لنا مأمناً
مِن هزائمنا المستفيضة
مِن مِخلَبِ الخوفِ
حين ابتَسَمتَ
وسجلتَ أسماءنا في يديكَ.
سنحفرُ
حتى نرى الضوء
حتى نرى طعنةً في النفق
ونقطفُ شمسَ الصباح
كما أخبرتنا النبوءةُ
نمضي على دربنا الملحمي
إلهي نعوذُ بكَ الآن من شرِّ ذاك الضياع
ومِن ذلك المُفترق
إلهي..
سنغسلُ أشجارَ تُفاحِنا بابتهالِ القصيدةِ
فاغفر تساقُطَها
وسنغسلُ كل الوجوه
ليزدحمَ القمحُ في برتقالِ الشفق
ستجرحُ أقلامُنا
-حين يدوي الصهيلُ-
غرورَ الغَسَق
على أبجدياتِ روحكَ تزدحمُ الأمنياتُ
إليها العبور
ومنها السفر
على جدب تلك المدينة تغفو الدموعُ
على صدرها اسمكَ مِن فضةٍ
وهي بيتُكَ في الحُلمِ
كلُّ المنافي
وأغنيةٌ للقَدَر.
_________
نبيل القانص
٨ ديسمبر ٢٠٢٢
Discussion about this post