(عفاش عجل هذا العصر )
– عندما تلد الأنفس من أنفس ذليلة وخانعة وخائفة ومضطهدة وتتربى في بيئة يحيطها هذه الأجواء من كل جانب فيرضع من والدته هذا الخنوع وينمو وهو يشاهد والده مطأطئا رأسه وخائفا ومنهارا نفسيا فإن هذه الأنفس غالبا ما تتطبع على هذه الإنفطار الشاذ الذي أنبثق مجتمعيا ليحل محل الفطرة السوية فيراها دائما هي الحالة السائدة التي يجب وأن العزة والرفعة والحرية هي خاصة لأناس محددون يأتي على رأسهم اولئك المتجبرون المتكبرون عليهم ، وهذه حالة عاشها بنو اسرائيل في مصر حتى ما أن عرضت عليهم العزة والكرامة والرفعة وبأن يكونوا رجالا لهم موقعهم واسمهم في الأرض أستحقروا هذه النتيجة ورأوها هي الحالة الشاذة وأن ماهم عليه هي الحالة التي يجب ان تكون وتبقى ، حالة تشابة تماما أناس في اليمن وفي الخليج ودول عربية عديدة حيث يرى هؤلاء الأناس ان بقاءهم في حالة خنوع وخضوع للقيادات التي ربتهم خلال عقود من الزمن هو الحال الأسمى وأن المساس بحرمة سمو الرئيس وأهل بيته من الكوارث فحتى بعد أن هلك عفاش وتمزقت أسرته كل ممزق في مشارق الأرض ومغاربها مازال هؤلاء يجدون فيهم وفي الاجواء الخانعة التي أوجدوهم فيها هي الحالة التي لا يستطيعون ان يستنشقوا هواء الا في ظلها وهذه نتيجة طبيعية لمن أشرب في قلبه العجل (وأشربوا في قلوبهم العجل او عفاش ) فكلاهما رمزان للأصنام التي صنعت في قلوب ضعيفي الإيمان .
#د_يوسف_الحاضري
Discussion about this post