كتب سعيد فارس السعيد :
في كثير من الأحيان فإن أهمية وسائل الإعلام وتأثيراتها بأوساط الرأي العام بكل المجالات تأتي بالدرجة الأولى ،
ولكن من الملاحظ فإنه في سورية ولبنان وبظل عدم توفر الطاقة الكهربائية على مدار الساعة ، وعدم اهتمام ومواكبة ورصد وسائل الإعلام المرئية المحلية لقضايا الناس اليومية الخدمية والمعيشية والصحية وغياب الواقعية السياسية فإن وسائل التواصل الإجتماعي وخاصة
( الفيس بوك والوتسآب ..)
باتت تحتل الدرجة الأولى والأهم باهتمامات ومتابعات الرأي العام المحلي .
وبآن واحد نلاحظ عدم وجود اية اهتمامات ومتابعات لمراكز صناعة القرار
( بوسائل التواصل الاجتماعي )
وذلك لعدم وجود قوانين تلزم المؤسسات العامة بالاهتمام ومتابعة مايتم نشره بوسائل التواصل الاجتماعي
إلا فيما وصفوه اخيرا ب
(الجرائم الإلكترونية )
او قوانين ضبط الإعلام الإلكتروني .
مااريد ان اقوله :
فإننا شئنا ام أبينا نعيش بوسط معارك اعلامية من نوع مختلف فكريا وثقافيا وسياسيا .
معارك تسلتزم منا امكانيات و تقنيات وخبرات جيدةو متميزة ، لنستطيع ان نواجه ونجذب انتباه من يجب ان يتابعنا بمحيطنا ومجتمعاتنا وبلداننا واوطاننا .
فلا يمكن النهوض بهذا الوطن المنكوب إلا بإستئصال الفكر الرجعي المذهبي من جذوره ،
وسيرجع الظلام وسترجع كل ادوات الظلام تتمدد بجسد المجتمع مادمنا لا نهتم بقدرات وتأثيرات وسائل الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي ..
وستتكرر المذابح والاعمال الارهابية والتكفيرية كلما أتيح لهذا الفكر الظلامي الذي يلبسوه لبوسا دينيا ومذهبيا اينما كان الجهل واينما انعدم الحوار واينما انعدمت المعرفة ..
…إن عدد المراكز الثقافية والمسارح والمكتبات العامه لايعادل واحد بالألف من عدد الجوامع ذات اللون المذهبي الواحد ،
فالمعادلة فيها خلل واعتلال بالأساس ..
وعدد رواد الجوامع الذين يمارسون ميكانيكيا طقوس العبادة هو بنسبة عظمى مقابل من يرغب بقراءة الكتب العلمية والتاريخية والأدبية ذات المضمون الأخلاقي الإنساني..
حيث تتحمل وزارة الثقافة ووزارة التربية والإعلام وكذلك الاحزاب الوطنية والمنظمات الشعبية والنقابية مسؤولية القصور والتقصير والإهمال في تكوين ثقافة النسيج الإجتماعي السوري.
فما فائدة كل مشاريعنا وانجازاتنا ونهضتنا وتقدمنا وكل مانقوم به من بناء للبنى التحتية اقتصاديا ( صناعيا وزراعيا وصحيا) وكل ما يساهم في تأمين متطلبات الحياة المعيشية . وبلحظة وبيوم وبشهر وبعام واحد يأتي الجهل وكل من يحمل الفكر الديني المتطرف ليهدم ويسرق ويقتل ويخرب كل ما قمنا به على مدى عقود من الزمن .
ما مافائدة كل تلك المنشآت والمعامل والمصانع اذا جاء معظم من يستفيد منها وبلحظة واحدة وبيوم واحد وهو يحمل فكر الولاء لغير الوطن ممزوجا بالفكر الديني الظلامي المتطرف وقام بتدميرها وتخريبها
وهذا ما حصل ويحصل في سورية والعراق واليمن وليبيا وغيرها …
إننا بحاجة الى بناء الانسان اولا وقبل اي مشروع آخر مهما كانت اهميته وضروراته .
نحن بحاجة الى ان نهتم بوسائل الاعلام والمنابرالروحية والتربوية والتعليمية ونجعلها منابر تحث الناس على الولاء لله وللوطن ولثروات الوطن .
وعلى الولاء للدولة ولسيادة القانون .
وعلى الولاء لله وللعمل .
نحن بحاجة اولا واخيرا الى استئصال وبتر جذور اي فكر او عقيدة او سلوك او موقف او اي عمل فيه اي نوع من انواع التعصب او التطرف الديني او المذهبي .
نحن بحاجة الى الولاء لله وللوطن .
Discussion about this post