صراع على السلطة وإقصاء لرموز كبيرة في منظمة التحرير الفلسطينية وفتح، ودور مفقود للفصائل الفلسطينية واعتقالات وحوارات لم تسفر عن شئ كلها جعجعة بلا طحين، وإن لم تثمر اتفاقا وتوافقا يتكامل بين كافة الفصائل دون استثناء .
فحين نتكلم بالسياسة فنحن نعلم أن مقاوم ومساوم لا ولن يلتقيان، لذلك لا بديل عن الوحدة الوطنية على أساس برنامج نضالي ، لأنها هي القوة الحقيقية لقضية فلسطين وشعبها و فصائلها، لكن بعد ان تغسل عنها غبار مشاريع البعض، التي تريد بيع كل فلسطين ارضا وشعبا، وهي تفهم أن مشاريعها أضغاث أحلام، ففلسطين شعب وتاريخ وإرادة و بركان اليوم وإن كان خامدا ، ولكن الغد القادم و قريبا سيتلظى نارا تأكل الأخضر واليابس، فهو الشعب المؤمن بنسيج مكون فلسطيني معجزة من صناعة رب العرش العظيم .. .
لذلك اليوم وقبل الغد وقد اعذر من أنذر، وحتى لا يقول البعض للبعض وبين بعضهم ..!! سبق السيف العذر ..!! المنتظر فلسطينيا وعربيا وحتى من قبل الأصدقاء الأحرار بالعالم، هو عودة انطلاق منظمة التحرير الفلسطينية ورأس حربتها فتح العاصفة وشهداء الأقصى وفصائل المقاومة الأخرى التي هي تاريخ المقاومة لتحرير كامل التراب الفلسطيني من النهر الى البحر، وهذا ليس كلاما جزافا ولكنه حقيقة يتجاهلها البعض .
وهنا نذكر من يتجاهل او من لا يعلم، معنى تمسك سورية بالثوابت القومية واولها أم القضايا قضية فلسطين ، وهو ما كان وراء الهجمة الكبيرة والمؤامرة الكونية على سورية أرضا وشعبا، فنحن نواجه عدوا ورائه تحالف راس حربته أميركا و العربان المطبعين اليوم ونحن نحتاج وحدة الموقف والرؤية العربية القومية وحتى الاسلامية وإن كانت مهزومة اليوم فكرا و واقعا وحقيقة .. .
لذلك كانت اللقاءات تستمر مع الفصائل الفلسطينية،
وأهمها لقاء قيادات فصائل المقاومة الفلسطينية المتواجدة في دمشق مع السيد الرئيس بشار الأسد بعد معركة سيف القدس والهدف مناقشات في القضية ومصيرها والخيارات والحلول الواجبة، واخرها كانت متمثلة بخفاياها في زيارة جبريل الرجوب والوفد المرافق له، حيث شهدنا بروبغندا التأكيد على ما يتم من محاولات يائسة للم الشمل الفلسطيني، ولكن محور المباحثات وصلبه الصراع مع حماس، في وقت السلطة منغمسة بالعمل على الاتفاقات مع الكيان الصهيوني والتنسيق الأمني معه، لدرجة ان كوادر فتح الناشطة في فلسطين ورام الله تحديدا ضد السلطة واتفاقاتها، حيث يتم اعتقال الناشطين وخاصة من كوادر فتح، والاهم ملاحظته الشرخ ما بين منظمة التحرير الفلسطينية ومكوناتها ورموزها الذين لايزالون متمسكين بثوابت القضية، ومحاولات اقصائهم من اللقاءات الجامعة، حيث كان الهدف من زيارة الرجوب والوفد معه والذي لم يشاركه فيه عزام الاحمد، الذي رفض المشاركة بالوفد لانه بقيادة جبريل الرجوب .. ، لكن الأحدث تتلاحق فما يتم العمل عليه اليوم هو دعوة الجزائر، والتي حتما ستكون فاشلة في تحقيق مسعاها وهدفها، لكنها محاولة للوصول الى قرار فلسطيني يوحدة الفصائل بقدر ما يمكن وهو صعب تحقيقه في ظل السلطة وصراعها مع حماس للسيطرة على السلطة الفلسطينية، و تشرذم للفصائل وتشتتها ما بين اهدافها و خياراتها في ظل واقع القضية ومستجداتها المستمرة، لكن المهم ان الجزائر التقت قيادات الفصائل الفلسطينية، وكل فصيل على انفراد، وليس لقاء يجمع الفصائل كلها، والامل بتحصيل قرار يدعم القضية الفلسطينية في مؤتمر القمة العربية القادم ..
لذلك ننطلق من واقع ثابت يؤكد أن هناك صراع على خلافة عباس، ما بين الرجوب الذي يحاول ان يصنع له جمهورا ويحشده الى جانبه وكان اخرها ما حدث بدمشق، وما بين حسن الشيخ المنسق مع الصهاينة، وما بين رجل المخابرات ماجد فرج الذي يقوم على التنسيقات الامنية مع الكيان الصهيوني المستند الى اتفاقات أوسلو ، والصراع قائم على هذا المبدا اليوم، من سيسيطر على رئاسة السلطة الفلسطينية ويرثها، ومن سيخدم متابعة ” أوسلو ” واتفاقاته وتنفيذهها .. والبعيد احمد المجدلاني زلمة عباس الخاص والمنسق في التعاون مع الكيان الصهيوني على صعيد المؤسسات المدنية والاقتصادية والاجتماعية ..
لذلك الصراع القائم على وراثة السلطة الفلسطينية وصل لمراحل لا تسر الشعب الفلسطيني، خاصة اليوم ورئيس السلطة في العناية بعد اصابته بكوفيد كورونا المفاجىء كما علمنا، ولا حتى شركاء قضيته وحلفائه، فهناك المواجهات المستترة ما بين حسين الشيخ ضابط الارتباط بالعمل والتنسيق مع الكيان الصهيوني على كامل العلاقات المدنية والاقتصادية والاجتماعية وووو ..!!والذي أصبح اليوم عضوا في اللجنة التنفيذية بدل صائب عريقات المتوفي، وبين ماجد فرج مدير عام المخابرات العامة الفلسطينية مسؤول التنسيق الامني مع اسرائيل وتنفيذ الاتفاقات الامنية ..!! في مواجهة مفتوحة مع جبريل الرجوب يتصارعون على السلطة بدعم من ومن ومن، امريكا واسرائيل اولا، ومن ثم مصر والاردن .. حيث يمثل جبريل الرجوب امين سر منظمة التحرير الفلسطسنية وامين وعضو اللجنة التنفيذية وسابقا رئيس جهاز الامن الوقائي ..
يناوير اليوم للحصول على السلطة بدعم الكيان الصهيوني وبروبغندا اليرموك وزيارة دمشق ليست الا لحشد جماهير فلسطينية الى جانبه، لكنه عل كل الأوجه من المواجهات لم يستطيع صناعة وجود له بين ابناء الشعب الفلسطيني، واليرموك مثال عن واقع اللقاءات الجماهيرية الفلسطينية، فالكلام ليس كالشعارات والتصفيق والتذمير، بل الحقيقة ما كان يقوله الحضور بين بعضهم، يقولون ماذا لديك لنا وماذا أحضرت وماذا انت تريد فنحن نفهمك، هذا كلام الحضور المشارك من جماهير فتح وغيرها..!! ..
وهنا لا بد من ملاحظة هامة نذكر بها، وهي تمويل السلطة الفلسطينية لماذا لا يتم إلا للفصائل التي تندرج تحت مظلة السلطة، والتي تقدم لهم شهريا ما يقارب ٨٠ الف دولار، وغيرهم من رموز افراد ناشطين الى جانب رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ..كذلك تقوم حماس بتمويل اخرين في غزة لتجمع حولها قوى من الفصائل .
لذلك وعلى المسار السياسي، فقد تم دعوة مجموعات من فصائل منظمة التحرير الفلسطينية للجزائر للقائها تباعا، بهدف الحصول على موقف متقارب لاصدار قرار عربي يدعم القضية الفلسطينية، وهو امر غير وارد لعدم نضوجه حاليا ..
في وقت، مصر منزعجة جدا من دعوة الجزائر لمؤتمر يضم الفصائل، لانها تعتبر نفسها الوكيل الحصري في امور القضية الفلسطينية، والتباحث يجب ان يكون عن طريقها مع اي طرف كان واولهم الاسرائيلي ..
الخلافات قائمة ما بين الفصائل ولن تزول ومحورها الخلافات السياسية بينهم، واي حوار لن ينجح ما لم ينضوي فيه الجميع ..
فنحن لازلنا ننظر لكافة الحوارات الفلسطينية على أنها ليست الا جعجعة بلا طحن، فمقومات الحوار وثوابته ليست جاهزة .. فالجزائر تريد حوار ووثيقة جامعة للقرار الفلسطيني او اعلان الفشل، وهذا مستحيل ان يتم الوصول اليه، بما يعني ضرورة الوصول لاجماع بين الفصائل، والتي تتشكل من المجموعات الستة بسورية وغيرهة بالداخل الفلسطيني والبعض الآخر بالشتات غير المتواجدون في سورية .
لذلك ما يخيف ويرهب السلطة الفلسطينية وحماس معا، هو انتفاضة تنطلق من الداخل الفلسطيني والتي يمهد لها اليوم وبقوة، ما يكشف هشاشة هاتين المجموعتين المتصارعتين أمام الموقف الشعبي الفلسطيني المتفجر بإنتفاضة تقلب موازين واقع القضية برمتها، و يتساقط معها المتآمرون على شعب فلسطين وقضيته كأحجار الدومينو ..
لذلك يسارع من اجل الاعداد لمؤتمر الجزائر الذي هدفه الاول والاخير اذابة الثلج بين فصائل منظمة التحرير الفلسطينية أولا، وثانيهما هو تمييع ومحاولة اذابة الخلاف ما بين فتح وحماس، وصولا الى تجاوز الخلافات السياسية بينهما ..
لذلك، تحتاج الجزائر من خلال مؤتمرها للفصائل منفردة ان تقوم بخطوة تجاه القضية الفلسطينية تؤكد وحدة القضية، لتوقيع قرار يصدر عربيا في مؤتمر القمة العربي القادم يدعم القضية الفلسطينية، إن لم يفشل إنعقاد مؤتمر القمة العربي بكامله، وهو المرجح..!!
في وقت المطلوب والعاجل اليوم، اطلاق مجلس مركزي فلسطيني، يمثل كل الشعب الفلسطيني والفصائل، ويقود انتفاضة حقيقية لجماهير فلسطين يتم الاعداد لها حاليا بانتظار تحقيق ذلك، فالمطلوب قيادة جديدة لمنظمة التحرير الفلسطينية لا يكون مقرها رام الله وتسيطر على قرارها السلطة، بل يجب ان يكون مقرها خارج فلسطين وافضل مكان لها يجب ان يكون سورية، خندق القضية و حصنها ومنبع ثقافة المقاومة ..تحياتي فلسطين فانت القضية .. .
د.سليم الخراط
دمشق اليوم اللاربعاء ٢٦ كانون الثاني ٢٠٢٢.
Discussion about this post