الثورة الايرانية وخطرها على الاسلام الامريكي
Dr.Dahham.m.taha:
كانت ايران الشاه الدولة الفارسية الهوية صهيونية الهوى خليجية الارتباط وكانت محبوبة امريكيا واوربيا وموضع اهتمام وشراكات نصف العالم
بل ان حتى مناهج وخرائط الخليج تستخدم تسمية الخليج الفارسي للدلالة على ماكان معروفا قديما بخليج البصرة
وحين بدأت ملامح ثورة الامام الخميني قدس الله روحه واتضح انها ذات منهج اسلامي موضوعي تحرري انساني يناهض العنصرية ويعادي الصهيونية
انطلقت حملات الشيطنة لهذه الدولة وهذه الثورة وهذا المنهج
واصبحت صورة ايران تقدم للعالم على انها الخطر الاكثر اولوية بالمحاربة من الصهيونية والاحتلال الصهيوني لفلسطين
وان خطرها على الاسلام اكبر من خطر الفكر الوهابي المتطرف او فكر القاعدة التكفيري او فكر الاخوان الذي ينسف كل القيم والاخلاق الانسانية عامة قبل الاسلامية
هذا ما عملت عليه المكينة الاعلامية والفكرية الصهيونية والامريكية والخليجية معا
واصبحت امريكا المخلص والصهاينة شعب مظلوم والخليج ومشايخه دعاة امر بالمعروف ونهي عن المنكر
وهذا كله لم يكن محض صدفة او جهد فردي او غايات شخصية بل كان من انتاج منظومة صناعة الغباء ومؤسسات صناعة الفكر المضاد لمحاولة تشكيل رأي عام ومزاج شعبي عربي وعالمي يؤسس لعداء ومناهضة الثورة الاسلامية والجمهورية الاسلامية في ايران
فماهو المسعى والسلوك الايراني الثوري وماهو السبب الحقيقي لهذه الحملة وهذا الهجوم العدائي ضدها ؟
ان رفع الامام القائد الخميني لواء الثورة تحت اطار العمامة الشيعية كان كافيا لكل قوى التطرف لمناصبته العداء
فكيف الحال وهذا القائد يحمل نفسا تحرريا ثوريا يرفض الظلم ويحارب الاستبداد
رفعت الثورة الاسلامية شعارات منطلقة من صلب الفقه الانساني وصميم التعاليم الاسلامية
وارتبطت هذه الشعارات منذ اللحظة الاولى لقيام الثورة بخطط منهجية وسلوكات واقعية تؤكد سير الثورة بخطى ثابتة نحو تحقيق اهداف الشعارات
تم طرد السفارة الاسرائيلية ومنح الفلسطينيين حق فتح سفارة فلسيطينية
تم تجميد كل العلاقات السياسية والتجارية والثقافية مع ماكان يسمى دولة اسرائيل وسحب الاعتراف بها لتعود كيانا غاصبا محتلا لجزء من المقدسات التي يفرض الواجب الشرعي العمل على تحريرها
والاكثر ازعاجا وارباكا للمجتمع الغربي والاوربي ومن يدور في فلكهم من الاعراب كان السعي الثوري الايراني للتقريب بين الفرق والمذاهب واذابة الخلافات وتجاوز الاختلافات
فانطلقت مؤسسات التقريب بين المذاهب ونشطت مؤتمرات التوحيد وانتشرت مراكز التوعية والارشاد تحت عنوان توحيد الامة الاسلامية وتنقية الفكر الاسلامي من كل النصوص الموضوعة التي تدعوا للفرقة والتجزئة
وكان خلال ذلك الوقت كله مسير الحياة الاجتماعية داخل ايران يؤكد منهج التوحيد وقبول الاخر واصبحت التعددية المتوافقة رمزا من رموز الحياة الاجتماعية داخل المجتمع الايراني الكبير
ولم يقف الامر عند المؤتمرات والمنصات
بل تجاوزه الى التحرك العملي لدعم حركات التحرر والتوحيد واستمرار مساعي مد جسور التواصل وتصفير الخلافات بين ايران الثورة الاسلامية وبين كل التيارات والمحاور والدول تحت سقف نصرة المظلومين وتحرير فلسطين
وانطلق يوم القدس العالمي من ايران الثورة ليؤكد انها ثورة اعمال وليست فقط ثورة اقوال وشعارات
بل ووصل الامر لدعوة كل رجال الدين من كل الطوائف والمذاهب والمدارس الفقهية والعقائدية الى طاولة الحوار بهدف توحيد كلمة الامة وتنقية الدين الحنيف من كل ما شابه من تشويه او تحريف
يكفي ان نقول ان عدد الكتب التي تنشر في ايران سنويا حول محور توحيد الخطاب الاسلامي المعتدل يفوق عدد ما ينشر في كل الدول العربية والاسلامية مجتمعة لثلاث سنوات
ان ماقامت وتقوم به ايران الثورة الاسلامية من مساعي لتوحيد الكلمة الاسلامية وتوحيد الخطاب الاسلامي وتوحيد الصف الاسلامي تحت عنوان (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ) لم يكن يوما شعارا اجوفا
بل هو سلوك يومي وعمل دأوب وممارسة مستمرة لتجسيد فكر قائد الثورة المباركة القائد الخميني قدست روحه الزكية
ومنهج عمل الزمت نفسها به قيادة الثورة بعد ارتقاء القائد الخميني الى الرفيق الاعلى
وكلما زادت انجازات مؤسسات الثورة في طريق التوحيد كلما زادت حدة الهجوم وشراسة العداء وانطلقت حملات التشويه والشيطنة ضد الثورة الاسلامية وكل شركائها واتباعها ومناصريها
والمضحك المبكي في سلوك مكينة العداء الخليجي المأجور من قبل الصهيونية العالمية وامريكا و قلب الحقائق
اننا نجد فريقا من الموتورين يصدقون ذلك التشويه ويتبنون ثقافة الشيطنة ويدعمون تنشيطها
فاصبحت قوى تحالف الشر وخرفان الخليج تدفع من وارداتها للامريكي واذنابه وعصاباته التفريقية والتكفيرية بحجة محاربة الخطر الايراني
والمؤسف حقا ان تدفع مملكة ال سعود وشركائها ملايين الدولارات يوميا وتستأجر الاف المرتزقة لتحرر سورية من الجيش السوري ولبنان من المقاومة الشعبية الاسلامية اللبنانية واليمن من انصار الله اليمنيين والعراق من الحشد العراقي وتحرر ايران من الحرس الثوري الايراني وتحرر فلسطين من حماس فتح والمقاومة الاسلامية الفلسطينية
وبالوقت نفسه
لاتبذل حتى عناء الكلمة في سبيل تحرير فلسطين من الاحتلال الصهيوني
بل على العكس تماما تمد اكف السلام مبسوطة لمصافحة الصهيوني مرة من تحت الطاولة ومرة علنا وجهارا حين يكون الظرف يسمح بذلك
ان ايران الثورة التي منحت ودعمت الحريات اصبحت تسوق كدولة ارهابية وعصابات الخليج ومرتزقتهم بسياسة ذبح المخالف وشريعة كم الافواه اصبحبوا دعاة حرية وداعمين للتحرر
وان نظرة سريعة لمستوى الحريات الشعبية سياسية ودينية وحرية التعبير والاحتفال داخل المجتمع الايراني وبالقارنة مع اللون الواحد والخطاب الواحد وتكفير الاخر كنمط للحياة الاجتماعية الدينية في دول الخليج ومن يدور في فلكها عربيا يظهر الفارق الكبير بين من يصنع الوحدة ويسعى اليها وبين من يستثمر بالتجزئة والتفرقة ويربط استمرار وجوده وجبروته وهيمنته باستمرارها
و من الجدير بالقول ان المنهج التنويري الذي يتبعه رجال ومؤسسات الثورة الاسلامية في ايران وفي كل بقاع محور المقاومة والتوحيد يظهر تطورا سريعا وملموسا بشكل يومي في خلق مزاج اجتماعي دولي اكثر ميلا للاقتناع بمصداقية المنهج الاسلامي الايراني التوحيدي وكشف زيف ادعاءات اعداء هذا المحور وهشاشة خطابهم
د.دحام الطه
الجمهورية العربية السورية
Discussion about this post