تجمع العشرات من السينمائيين والاعلاميين يوم الخميس 9 ديسمبر/كانون الاول في مجمع تشارسو السينمائي وسط العاصمة الايرانية طهران، لحضور حفل افتتاح الدورة الـ15 لمهرجان ايران الدولي للأفلام الوثائقية (سينما الحقيقة).
بدأ الحفل بتالوة آيات من القران الكَريم تركت أثرها على الحضور الايراني بشكل كبير، ثم ألقى مدير المهرجان محمد حميدي مقدم كلمة تطرق فيها للعديد من المواضيع كان على رأسها مسألة انعقاد المهرجان عبر الانترنت على مدى العامين المنصرمين نظرا لظروف وباء كورونا.
واستهل حميدي مقدم مراسم الافتتاحية بتوجيه كلمة شكر لجميع الحاضرين من سينمائيين واعلاميين، داعياً لمزيد من الجهود في مجال السينما الوثائقية نظرا لانها بمثابة هوية وطنية تكشف صورة المجتمع الايراني.
وأكمل حميدي مقدم: “لقد نسينا جميعًا متعة مشاهدة فيلم على شاشة السينما بسبب كورونا، حالة العطش هذه كنا نشعر بها حتى في عائلة الأفلام الوثائقية، لكن لحسن الحظ لم تتوقف السينما ولم يماطل مهرجان سينما الحقيقة للافلام الوثائقية. في العام الماضي، عقدنا المهرجان عبر الإنترنت، وهذا العام، عقدنا المهرجان حضوريا وفقًا للبروتوكولات وبعدد محدود.
وقال عن تجربة إقامة فعاليات العام الماضي عبر الانترنت: يسعدنا أن ظروف كورونا العام الماضي لم تعرقل مساعينا وتمكنا من إقامة المهرجان وأن عائلة الفيلم الوثائقي كانت لها تجربة مختلفة وتولت زمام المبادرة في عرض الفيلم عبر الإنترنت، هذه خطوة جديدة، اكتسبنا من خلالها خبرات كبيرة.
وتابعت مدير المهرجان مشيرا الى الشجاعة والمغامرة في صناعة الأفلام الوثائقية: لقد تحلى صناع الأفلام الوثائقية بشجاعة كبيرة وعرضوا أفلامهم على الإنترنت لمدة عامين، منذ أيام مرحلة الدفاع المقدس (الحرب ضد نظام صدام) وحتى الآن، كان هؤلاء الأشخاص دائمًا روادًا في المجال الوثائقي، وقد تم تسجيل الحقيقة بواسطة كاميرا هؤلاء الموثقين الشجعان.
وأردف حميدي مقدم عن العرض الفردي للأفلام: نظرا لظروف كورونا وتوافر شروط العرض عبر الإنترنت للأفلام ، تقرر أن تكون الأفلام الوثائقية متاحة للجمهور شخصيًا في عرض واحد، وفي عرضين عبر الانترنت.
وأكمل حميدي مقدم عن إقامة المهرجان هذا العام بشكل حضوري لكن محدود: قبل عامين، في مهرجان سينما الحقيقة الثالث عشر، لم يكن لدينا الكثير من الاحتفالات الخاصة، وأقمنا المهرجان بقيود مشددة توخيا من وقوع كارثة. السينما الوثائقية نقية جدا وشفافة.
وبشأن مكانة الأفلام الوثائقية مجتمعياً، قال: للسينما الوثائقية قيمتها الزمنية وقيمتها الحقيقية في السنوات المقبلة. سينما تعرض طبقات المعاناة في المجتمع ورحيمة بالمجتمع والبشر. يجب علينا أيضًا أن نسعى جاهدين لجعل المهرجانات مكانًا مهمًا لتنمية الأعمال والترويج لها ورؤيتها. الافلام غير محصورة بعالم المهرجانات فقط، ويجب أن تستمر أعمالها ومساعيها حتى ما بعد المهرجان، ويجب أن نجعل زملاءنا من صناع الأفلام الوثائقية يتألقون على الصعيدين الوطني والدولي. لتحقيق هذا الهدف، يجب أن تتعلم المهرجانات كيفية إدخال العمل في المجال العام بمجرد نجاحه.
وتابع مدير المهرجان: وجهة نظرنا في مركز التنمية هي أن الفيلم الوثائقي هو مرآة لمجتمع اليوم، ويجب أن يتحرك عقل المخرج بما يتماشى مع المجتمع.
وحول الأعمال المرسلة إلى المهرجان قال مدير المهرجان محمد حميدي مقدم: من النقاط التي واجهناها هذا العام تقلص مجال الإنتاج في مجال الأفلام الوثائقية، وأنا أفهم أن هذا بسبب نقص التمويل.
في الختام، تمنّى مدير مهرجان سينما الحقيقة بدورته الخامسة عشرة صحة جيدة للدكتور محمد خزاعي رئيس مؤسسة السينما، وتقدم بالشكر لوزير الثقافة والإرشاد الإسلامي الدكتور محمد مهدي إسماعيلي، وتمنى لجميع الحاضرين دوام الصحة والعافية والتوفيق.
Discussion about this post