أثمرت جهود الشاب عبد الرزاق فارس الذي تخرج من كلية الهندسة الكهربائية بجامعة حلب اختصاص (تحكم آلي وأتمتة صناعية) عن تصنيع آلة مؤتمتة للحفر على الخشب (سي ان سي راوتر) بمواصفات قياسية عالمية وذلك بالاستفادة من مقومات البيئة الصناعية بحلب ومساعدة الصناعيين والمهنيين الذين أسهموا بإنجاح هذا المشروع.
ويقول عبد الرزاق لمراسل سانا: إن المشروع نتاج مسابقة (قفزة لدعم مشاريع التخرج) التي تدعمها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وبرنامج منظمة الأمم المتحدة الإنمائي (يو ان دي بي) حيث اجتاز المشروع عدة مراحل واستطاع الحصول على التمويل المطلوب مع متابعة تقنية ولوجستية من إدارة المسابقة خلال فترة التصنيع وتم الخروج بنموذج ينافس المستورد كتقنية تصنيع وقطع ميكانيكية لافتاً إلى أن هذا النموذج من الآلات يتم استيراده في سورية.
كاميرا سانا رصدت عملية تشغيل الآلة من عبد الرزاق الذي أوضح أنها مختصة بالحفر على الخشب والبلاستيك وتصميم الإعلانات ويمكن لها تخديم مراكز التدريب المهني وورشات النجارة ومعامل تصنيع المفروشات لافتاً إلى أنها تتألف من 3 محاور أهمها محرك الحفر الذي يدور بسرعة تتجاوز 18 ألف دورة بالدقيقة لإزالة طبقة الخشب ما يسمح بحفر أي شكل ثنائي أو ثلاثي الأبعاد وهناك برامج تصميم يتم من خلالها وضع الرسمة المطلوبة أن كانت زخارف نباتية أو كتابة أحرف ليتم في المرحلة الثانية تحديد مراحل عمق الحفر والسرعة ثم تنفيذ الحفر عبر الكود المحدد لذلك.
وبين أن الجدوى الاقتصادية للمشروع رابحة مقارنة بالقيم المالية المكلفة للاستيراد وصعوبات الشحن بسبب تداعيات الحصار الاقتصادي بحيث يتم اختصار 40 بالمئة فيما لو تم تصنيعها محلياً بدلاً عن الاستيراد حيث تبلغ قيمة آلة الحفر المستوردة نحو 35 مليون ليرة والمصنعة محلياً 20 مليون ليرة.
وأشار عميد كلية الهندسة الكهربائية والالكترونية بجامعة حلب الدكتور عمر حمندوش إلى دور الكلية بإعداد برامج ومشاريع تخرج قابلة للتطبيق ومنها مشروع ألة الحفر على الخشب الذي أعده عبد الرزاق فارس وهي آلة صناعية لها استخدامات كبرى في الحياة العملية وتتميز بأنها إنتاج محلي ويمكن صيانتها بشكل أيسر وتسهم بتقديم الكثير للاقتصاد الوطني في ظل الظروف الحالية ويمكن من خلالها تلافي النقص الحاصل بالآلات مؤكداً أنه يتم تشجيع الطلبة المتميزين لإعداد مثل هذه المشاريع التطبيقية لما لها من فوائد صناعية واقتصادية وبالتالي تحقيق شعار ربط الجامعة بالمجتمع.
Discussion about this post