أثار مقطع فيديو، يظهر فيه عدد من جثث ضحايا فيروس كورونا وهي موضوعة بجانب أكياس القمامة في مستشفى حكومي بتونس العاصمة، صدمة في البلاد، في مشهد يظهر مأساة كورونا التي أنهكت القطاع الصحي التونسي.
في التفاصيل، ذهبت إحدى العائلات لتسلم جثمان قريبهم المتوفّي جرّاء فيروس كورونا من قسم الكوفيد بمستشفى شارل نيكول بالعاصمة أمس الأربعاء، لكنهم فوجئوا بتواجده داخل غرفة مخصصة لفضلات وقمامة المستشفى عوضا عن حفظها في غرفة الأموات، مع انبعاث روائح كريهة، فقامت بتوثيق المشهد ونشره على مواقع التواصل الاجتماعي.
وأظهر المقطع المصوّر، جثث ضحايا كورونا ملقاة على الأرض ومكدّسة في غرفة عشوائية داخل المستشفى جنبا إلى جنب مع أكياس القمامة دون حماية وسط حالة من الإهمال وغياب تام للمسؤولين بالمستشفى، وهو ما أثار غضب التونسيين.
“ماتت الإنسانية”
وعلق أحد النشطاء على الفيديو بالقول “ماتت الإنسانية، حتى الميت لم يعد يجد من يكرمه في هذه البلاد”، دعيا إلى محاسبة من قام بإهانة الموتى وعدم حفظ كرامتهم وحرمتهم، في حين علق ناشط آخر أن “انهيار قطاع الصحة أصبح واقعا لم تعد الدولة قادرة على إنكاره أو إخفائه”.
ردا على هذه الانتقادات، قال الدكتور منصف حمدون رئيس قسم الطب الشرعي في مستشفى شارل نيكول في تصريح إذاعي، إن العدد اليومي للوفيات في المستشفى يتراوح يوميا بين 10 و18 شخصا، وهو ما تسبب في “اكتظاظ للجثث في قسم الموتى وامتلاء طاقة استيعابه”، مضيفا أن إخراج جثامين موتى كوفيد-19 يحتاج إجراءات خاصة من البلدية، وهي إجراءات تحتاج وقتا، مضيفا أن الجثث لتي ظهرت في الفيديو جنبا إلى جنب مع القمامة سيتم نقلها سريعا.
شاحنة مبردة لحفظ الجثامين
وأضاف “نفكر حاليا في اقتناء شاحنة مبردة لحفظ الجثامين، وكان يجب عدم السماح للمواطنين بدخول الغرفة وتصويرها، مشيرا إلى أنه ستتم محاسبة عامل النظافة الذي أخطأ بوضع القمامة في غرفة حفظ الموتى.
وتعيش تونس وضعا صحيا حرجا تحت وقع الموجة الرابعة من الوباء التي ضربت البلاد منذ أسابيع، حيث سجلت أرقاما قياسية في أعداد الإصابات والوفيات اليومية، وصلت أمس إلى أكثر من 6000 حالة إصابة و177 وفاة، وهو رقم قياسي لم تشهده البلاد منذ دخول الوباء العام الماضي، وسط بطء في طرح التلقيح.
Discussion about this post