ألفاظ ومعان .
د.رفعت شميس.
مادة لحم.
هناك الكثير من الالفاظ التي دخلت العربية فصارت منها . ونتوقف عند لفظة لحم .
في العربية اللحم هو نسيج ضام بيولوجي وهو أحد مكونات أغلب الكائنات الحية… ، لا سيما الثدييات والطيور والكثير من الكائنات البحرية .. واللحم أنسجة يشكل الماء نسبة عالية منها . فما أصل كلمة لحم. ?
تعود اللفظة في جذورها إلى الارامية وقد تسللت إلى العبرية والاشورية والسريانية بمعنى الخبز . ففي العبرية ليحم اي خبز ولأن الحاء والخاء حرفان متقابلان لفظها الاشوريون لخما. بينما في السريانية لخمو. وعندما اخذها العرب قالوا لحمة ولحم وقالوا لحم كل شيء لبه ، ومن لحم أخذوا مشتقات . فقالوا لاحم اي يأكل لحما .. والتحم بمعنى التصق، ولحم المرء اقرباؤه . والتلاحم التلاصق كما يلتصق اللحم بالعظم . وكما قلنا اللفظة في العبرية والاشورية والسريانية بمعنى الخبز وهذا يذكرنا بالمدينة الفلسطينية التي بناها الكنعانيون في الألف الثاني قبل الميلاد وأعني بيت لحم مهد السيد المسيح ، وقد تعرضت المدينة عبر تاريخها للفتح الأشوري والبابلي والفارسي والإغريقي والروماني والبيزنطي . وبالمناسبة فإن الاسم الكنعاني القديم هو بيت ايلو لا هما وفي العبرية بيت إيلي ليحم . وتعني بيت اله الطعام او بيت اله القوت . وحيث يكون الخصب يقام بيت اله الطعام حتى ان الكنعانيين سموا بيت لحم بيت افرات بمعنى بيت الخصب الوافر ومنه نهر الفرات اي نهر الخصب الكثير ، ولا عجب أن التبس على الكثير مقولة السيد المسيح كلوا من جسدي ” اي من لحمي ” .واشربوا من دمي . فقد كان يقصد الخبز .إذ انه ورد في بعض المصادر ان السيد المسيح تناول خبزا وكسره وقال مقولته، وما جعل الالتباس قويا كلمة دمي فاللحم والدم كلمتان متلازمتان في تواردهما . إلا أن الدم المقصود هو الخمر . اما في الترجمات التي توضح ان السيد المسيح قال كلوا جسدي او من جسدي فهذا لا يغير شيئا بالمقصود من مقولة السيد المسيح فهناك الرمزية الى جانب المعنى الروحي كون السيد المسيح هو رمز الفداء والتضحية .وفي بعض الترجمات المعنوية نقرأ ما معناه : من اكل من جسدي تحققت له القيامة والخلود والتوحد في الذات الالهية… ولاشك ان السيد المسيح يستخدم هنا اسلوبا بلاغيا رمزيا ، كأنه يقول من امن بي وان مات فسيحيا، وقد جاء في القرآن الكريم ما يشابه تلك الرمزية ولكن بمعنى اخر ، قوله تعالى : ايحب أحدكم ان يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه، وهذا يخرج إلى معنى الاغتياب.
Discussion about this post