كطائر العنقاء الذي يولد من رماده يواصل الشعب السوري صموده ومقاومته رغم ما عاناه خلال سنوات الحرب، أمام كل حائط يعترضه دائماً ما يبحث عن ذلك الثقب فيه متمسكاً بضوئه كحبل غير مرئي للنجاة، يتمسك بالحياة، ويقدم تضحيات، ويقاوم يقاوم على أمل النجاة.
لم تقف مقاومته بعد سنوات الحرب، وما تزال شعلة الحياة وقوده في معركته التي تجر عجلاتها إلى نهاية مجهولة المعالم، ففي آخر حروبه في ظل وباء كورونا الذي اجتاح العالم، وفي الوقت الذي انهارت فيه القطاعات الصحية في أكبر دول العالم، نرى طاقات شبابية هنا حاولت أن تقف في وجه هذه الجائحة وحاولت أن تكون بمثابة المضاد للفيروس وأن تصنع علامة فارقة في ظل النسخ المبتذل للاجراءات والقرارات والبروتوكولات التي لم تفد بشيء سوى بزيادة الطين بلة، وزلقنا للأسفل، للدرك الأخير منه.
مبادرة عقمها التي انطلقت من جمعية رعاية الصم بدمشق وكانت تحت رعايتها، هي العلامة الفارقة التي شكلت الأمل في القدرة على مقاومة الوباء رغم تردي الأوضاع الراهنة على كافة الأصعدة والمستويات، فكرة آمن أفرادها بها وكانت إرادتهم بتحقيقها والمساهمة بإحداث فرق ولو بسيط السبب الأساسي في نجاحها.
الرغبة الانسانية لإنقاذ أرواح الناس، كانت الدافع الأقوى لاستمرار هذه المبادرة، عمل ظهر من خلاله الشباب الواعي المسؤول والحريص على إبن بلده، الشباب الذي يضع روحه وسلامته على خط المواجهة الأول ليؤمن احتياجات المرضى من أسطوانات أوكسجين وأجهزة منظمات مجانية ومساعدات استشارية طبية يقدمها كادر طبي متواجد ٢٤ ساعة على مدار أيام الأسبوع كاملة دون توقف في مقر جمعية رعاية الصم وللجميع دون استثناء.
مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة، وجمعية رعاية الصم بدأت بخطوتها ووصلت بزمن قياسي للألف والألفين والثلاثة، وبوقت صغير استطاعت عمل شيء كبير، ووصلت للناس ولمنازلهم ولبت حاجتهم وما زالت لآخر نفس وآخر استطاعة.
رغد نجم